الأخبار العالمية

قتلى وجرحى جراء التوترات في جرمانا السورية

د. إيمان بشير ابوكبدة

قتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون بجروح بالغة في مدينة جرمانا بريف دمشق، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من ليل الاثنين. وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية التوترات الواسعة التي شهدتها بعض المناطق إثر انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وذكرت مصادر إعلامية وحقوقية أن مجموعات مسلحة تمركزت بالقرب من مداخل المدينة، وخاصة عند حاجز النسيم ومحيط مبنى أمن الدولة، وأطلقت النار بكثافة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الأمني.

وأشارت المصادر إعلامية إلى أن المصابين نقلوا بصعوبة إلى مشفى الراضي في جرمانا بسبب الحواجز الأمنية التابعة للسلطات في دمشق.

في سياق متصل، شهد الحرم الجامعي في حمص سابقًا احتجاجات غاضبة، حيث تظاهر الطلاب ضد الإساءة للرسول صل عليه وسلم، مطالبين بمحاسبة المسؤولين. وتصاعدت التوترات لاحقًا إلى هجمات طائفية استهدفت طلابًا من مدينة السويداء، بعد اقتحام سكنهم والاعتداء عليه، مما أسفر عن مقتل طالب وإصابة آخرين.

وامتد الغضب الشعبي إلى مناطق أخرى، مثل دمشق وحماة، حيث اندلعت الاحتجاجات، في حين ظهرت مقاطع فيديو لفصائل مسلحة تهدد بالرد على ما وصفته بالإهانة.

ميدانيًا، أشارت التقارير إلى أن مجموعات مسلحة قطعت طريق دمشق-السويداء، وتمركزت في منطقة المطلة بريف دمشق الجنوبي، وأطلقت النار عشوائيًا على المركبات المارة. وقد استدعى ذلك تحذيرات للمدنيين بعدم استخدام الطريق حفاظًا على سلامتهم.

وسط تصاعد التوترات، وجه الشيخ يوسف جربوع، مفتي الطائفة الدرزية، نداء إلى جميع السوريين، حثهم فيه على التمسك بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، محذراً من محاولات زرع الفتنة.

من جهتها أصدرت دار ضيافة الكرامة الدرزية بياناً استنكرت فيه التسجيل الصوتي المسيء، مؤكدة براءتها، ومشددة على أن ما حصل “لا يمثل أبناء السويداء المعروفين بتاريخهم الوطني وأخلاقهم الرفيعة”.

واعتبر البيان الحادثة “عملا فرديا بدوافع خارجية تسعى لإثارة الفتنة”، داعيا إلى نبذ خطاب الكراهية وتعزيز اللحمة الوطنية.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة دمشق “أنها تراقب ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن التسجيل الصوتي”، مؤكدة أن “التحقيقات لا تزال جارية لتحديد هوية المتورطين، وأن التسجيل لم ينسب إلى أي جهة حتى الآن”.

وأكدت رفضها لأي اعتداء على المقدسات، ودعت المواطنين إلى عدم الانجرار إلى الفتنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى