كتبت// رانده حسن
الصمت يعني السكوت وترك الكلام، وهو إمساك عن قول ما لا خير فيه أو قول الباطل، ويُعرف لغويًا بالسكوت (صَمَتَ يَصمُتُ صَمتًا)،
واصطلاحًا بأنه “إمساكٌ عن قول الباطل دون الحق” أو “الكف عن الكلام الذي لا فائدة فيه”، وقد يُقصد به أيضاً عدم التواصل اللفظي.
بينما الصمت فى علم النفس
الصمت في علم النفس لا يُفهم دائمًا باعتباره انسحابًا أو تجاهلًا، بل قد يكون في بعض الحالات إستراتيجية واعية لإدارة المشاعر والحفاظ على التوازن النفسي.
يميل بعض الأفراد إلى الصمت المؤقت عندما يشعرون بتشوش داخلي أو ضغط عاطفي، فيختارون المسافة بدلًا من ردود أفعال قد يندمون عليها لاحقًا. هذا النوع من الصمت لا يهدف إلى العقاب، بل إلى التنظيم الداخلي وإعادة التفكير.
وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أن القدرة على الصمت الواعي ترتبط بمستوى أعلى من النضج الإنفعالي، حيث يتمكن الفرد من تأجيل الرد، ومراقبة مشاعره، وفهم إحتياجاته قبل الدخول في أي تفاعل جديد.
الإشكالية تظهر حين يُساء تفسير الصمت من الآخرين، فيُحمَّل بمعانٍ لم تُقصَد، أو يُنظر إليه كبرود أو قسوة، بينما هو في حقيقته محاولة للحفاظ على السلام النفسي وتجنّب تصعيد غير ضرورى ، أو إعتباره وسيلة تجاهل ولكنه الحل الآمن للإحتفاظ
بالكرامة وإحترام الذات وتجنبا لوضع مربك قد يؤدى إلى تعقد العلاقات…
إن الفهم الأعمق للعلاقات الإنسانية يبدأ حين نُميّز بين الصمت كآلية ناضجة مؤقتة، والصمت الذي يحمل أذى أو تهرّبًا من المسؤولية…. .
