الأربعاء 2 ربيع الثاني 1447 | 24 - سبتمبر - 2025 - 3:00 ص
الرئيسيةالأدبلا شيء يشبهها

لا شيء يشبهها

بقلم/ سالي

لا شيء يشبهها
بقلم/ سالي جابر

بعد يومٍ شاق، أنهكه التفكير في كيفية الهروب من التفكير، عاد إلى فراشه البارد. مدّ يده إلى كتابه، كأن بين صفحاته مخبأً للراحة. أخذ يقلب أوراقه، لا يبحث عن قصة ولا حكمة، بل عن اللاشيء… ربّما رسالة قديمة، أو كلمة عابرة، أو أثرًا يذكّره بها.

وفجأة توقّف عند صفحة ظلّلها قلمه ذات زمن، صفحة مبتلة بدموعٍ جفّت منذ أعوام. أمسكها بحذر، وما إن قرأ أول كلمة حتى خُيّل إليه أن الورقة تهتز بين أصابعه، كأنها لا تزال تحمل أنفاسها.

حاول أن يتماسك أمام جرح الحروف، لكن قلبه خان ثباته، وارتجف بنبضات مسموعة، وإن كان هو الوحيد الذي يقرأها كإنذارٍ: “إيّاك أن تتذكّرها”. ومع ذلك كان الحب يتسرّب في عروقه بصمتٍ لا يُقاوم.

هرب من غرفته… من بيته… من كتبه… لكن عقله ظلّ أسيرًا لها. تساءل:
أين صارت الآن؟ لماذا لم أعد أراها؟ لمَ لم أتمكّن من مخاطبتها؟ ولماذا كل هذا السكون؟

أمسك بهاتفه، كتب اسمها، وتجمّد قلبه لثانية. ثم تذكّر كلماتها الأخيرة: “لم أعد أثق بك”. رنّت العبارة في أذنه كجرسٍ لا ينطفئ، تزيده وجعًا فوق وجع.

أغلق عينيه، وبكى بصمت. دموعه تحمل ما تبقّى من قلبٍ مكسور، يتمسّك بوهمٍ هشّ. تمتم:
“كانت هنا… ثم مضت… وبقيت رائحة مسكها فقط.”

جابر

بعد يومٍ شاق، أنهكه التفكير في كيفية الهروب من التفكير، عاد إلى فراشه البارد. مدّ يده إلى كتابه، كأن بين صفحاته مخبأً للراحة. أخذ يقلب أوراقه، لا يبحث عن قصة ولا حكمة، بل عن اللاشيء… ربّما رسالة قديمة، أو كلمة عابرة، أو أثرًا يذكّره بها.

وفجأة توقّف عند صفحة ظلّلها قلمه ذات زمن، صفحة مبتلة بدموعٍ جفّت منذ أعوام. أمسكها بحذر، وما إن قرأ أول كلمة حتى خُيّل إليه أن الورقة تهتز بين أصابعه، كأنها لا تزال تحمل أنفاسها.

حاول أن يتماسك أمام جرح الحروف، لكن قلبه خان ثباته، وارتجف بنبضات مسموعة، وإن كان هو الوحيد الذي يقرأها كإنذارٍ: “إيّاك أن تتذكّرها”. ومع ذلك كان الحب يتسرّب في عروقه بصمتٍ لا يُقاوم.

هرب من غرفته… من بيته… من كتبه… لكن عقله ظلّ أسيرًا لها. تساءل:

أين صارت الآن؟ لماذا لم أعد أراها؟ لمَ لم أتمكّن من مخاطبتها؟ ولماذا كل هذا السكون؟

أمسك بهاتفه، كتب اسمها، وتجمّد قلبه لثانية. ثم تذكّر كلماتها الأخيرة: “لم أعد أثق بك”. رنّت العبارة في أذنه كجرسٍ لا ينطفئ، تزيده وجعًا فوق وجع.

أغلق عينيه، وبكى بصمت. دموعه تحمل ما تبقّى من قلبٍ مكسور، يتمسّك بوهمٍ هشّ. تمتم:

“كانت هنا… ثم مضت… وبقيت رائحة مسكها فقط.”

مقالات ذات صلة

إلى حبيبتي النّحيلة

مازلت أبحث عني

لن تكوني….. بعد اليوم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا