د.نادي شلقامي
حذر خبراء في الصحة العامة وعلم الأحياء الدقيقة من مخاطر ترك الأواني المتسخة منقوعة أو مكدسة في أحواض المطابخ طوال الليل، مؤكدين أن هذا السلوك الشائع قد يحول حوض المطبخ إلى بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي وأمراض أخرى.
وأوضح مختصون أن الظروف الدافئة والرطبة الناتجة عن نقع الصحون وأدوات المائدة توفر بيئة مثالية لنمو الميكروبات الضارة، مشيرين إلى أن أحواض المطابخ تعد من أكثر الأماكن تلوثًا داخل المنازل. وقال عالم الأحياء الدقيقة جايسون تيتور إن حوض المطبخ يمثل “ملاذًا مثاليًا للمكروبات وانتقالها”، لافتًا إلى وجود أنواع مختلفة من البكتيريا غير المرغوب فيها، من بينها بكتيريا القولون البرازية ومسببات الأمراض المنقولة بالغذاء.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كارديف متروبوليتان، شملت فحص أسطح المطابخ في 46 منزلًا ببريطانيا، أن أحواض المطابخ تحتوي على بكتيريا أكثر من أي منطقة أخرى، ويرجع ذلك جزئيًا إلى غسل اللحوم والدواجن النيئة داخل الأحواض، ما يسهم في انتشار الميكروبات على الأسطح المحيطة.
وأكد خبراء أن بكتيريا الإشريكية القولونية تعد من أكثر الأنواع شيوعًا في الأحواض، وترتبط بأعراض خطيرة تشمل الحمى والقيء والإسهال، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات صحية جسيمة. كما أشار براين لابوس، خبير الصحة العامة بجامعة نيفادا، إلى أن ترك بقايا الطعام في بيئة رطبة يزيد من خطر تكاثر البكتيريا وجذب الحشرات الناقلة لها.
وللحد من هذه المخاطر، أوصى المختصون بغسل الأواني فور الانتهاء من استخدامها أو استخدام غسالات الصحون التي تعمل بدرجات حرارة مرتفعة تساعد على القضاء على الجراثيم، إضافة إلى تجنب غسل اللحوم النيئة داخل الأحواض، التزامًا بإرشادات هيئة المعايير الغذائية البريطانية.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تسجيل حالات تسمم غذائي في بريطانيا خلال العام الماضي، أسفرت عن وفيات وإصابات استدعت دخول العشرات إلى المستشفيات، ما يعزز أهمية الالتزام بإجراءات النظافة داخل المطابخ.
نقع الصحون طوال الليل بالمطبخ.. سلوك منزلي محفوف بمخاطر صحية جسيمة
210
