وكيل نيابة يعيد الحق لصاحب واقعة ”دبلة الخطوبة”

رانيا فتحي

لم يكن المواطن أحمد شعراني يتوقع أن يتلقى اتصالًا من رقم غريب في الصباح الباكر، ليجد على الطرف الآخر صوتًا رسميًا يخاطبه قائلًا: “معك مكتب نجيب محفوظ، وكيل نيابة الجيزة، نجيب بيه عايز يقابلك.. ياريت تشرفنا النهاردة.” كانت المفاجأة واضحة، والقلق أيضًا، لكنه قرر الذهاب لمعرفة السبب.
عند وصوله، التقى بمن وصفه بـ”روبن هود الغلابة”، وكيل النيابة نجيب محفوظ، الذي استقبله قائلاً: “أنا قريت البوست اللي كتبته عن واقعة السرقة بالإكراه اللي حصلت معاك في البحر الأعظم، وقررت أكلمك.. فاكر شكل اللي عمل كده؟” ثم قدّم له صورًا مطبوعة، وما إن نظر إليها أحمد حتى تعرّف فورًا على الجاني.
الواقعة التي هزّت أحمد.. نصب تحت غطاء “دبلة الخطوبة”
قبل أيام، تعرّض أحمد لموقف وصفه بـ”عملية نصب كرييتيف”، حيث كان يقود سيارته على طريق البحر الأعظم، ففوجئ بشخص يضرب مرآة سيارته بقوة، ثم يلحق به راكبًا دراجة نارية مع شخص آخر. أوقف أحمد السيارة، ليجد نفسه أمام شاب غاضب يصرخ: “إنت كسرت لي إيدي!” ثم بدأ في استعراض يده التي كانت تبدو متورمة.
رغم ارتباكه، حاول أحمد التعامل بعقلانية وعرض على الشاب الذهاب إلى المستشفى، لكن الأخير رفض وأصر على أنه فقد “دبلة الخطوبة” بسبب الحادث، وكانت “دبلة عمولة” بقيمة 5000 جنيه.” شعر أحمد أنه محاصر في سيناريو مُحكم، فاضطر لإعطائه ما يملك من نقود، قبل أن يتركه المحتال قائلاً: “أنا هسيبك علشان أنت شكلك محترم.. الله يسامحك.”
العدالة تتحرك.. ووكيل النيابة يطمئن الضحية
عند سماع التفاصيل من أحمد، أخبره وكيل النيابة أن الجاني لم يكن يستهدفه وحده، بل ارتكب نفس الأسلوب مع آخرين، ومن بينهم شخص تعرض للسرقة بمبلغ 20 ألف جنيه، لكنهم قاموا بتحرير محاضر، مما سهّل القبض عليه. قال وكيل النيابة كلمات مؤثرة جعلت أحمد يستعيد ثقته في العدالة:
“نحن هنا موكلون من الله لحماية الناس وإعادة الحقوق لأصحابها، ولن نسمح بأن يشعر أي مواطن بالضعف أمام مجرم.”
في النهاية، خرج أحمد من النيابة بشعور مختلف، مطمئنًا أن القانون قادر على استعادة الحقوق، موجّهًا رسالة لكل من انتقده لعدم مواجهته الجاني بالقوة: “أن تكون محترمًا وتلجأ للقانون ليس ضعفًا.. بل هو الاختيار الصحيح في مجتمع تحكمه العدالة”.