تغيير رئيس الأركان الإسرائيلي.. هل نشهد تحولًا في طبيعة القتال؟

د/حمدان محمد
في تطور لافت، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مقربة من بنيامين نتنياهو أن هناك تغييرًا مرتقبًا في طبيعة القتال مع استبدال رئيس الأركان. هذا الإعلان يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مدى تأثير هذا التغيير على العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة في ظل التصعيد القائم في غزة، والتوترات المستمرة على عدة جبهات.
التغيير في القيادة العسكرية.. ماذا يعني؟
يعد منصب رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي أحد أهم المناصب المؤثرة على السياسات العسكرية للدولة، حيث يتولى مسؤولية التخطيط والتنفيذ العملياتي، إلى جانب التنسيق مع القيادة السياسية. وبالتالي، فإن استبدال رئيس الأركان قد يكون مؤشرًا على إعادة تقييم الاستراتيجية الحالية، سواء من حيث تكثيف العمليات العسكرية أو تبني نهج أكثر تحفظًا.
تحولات ميدانية أم إعادة تموضع؟
يعتبر تغيير طبيعة القتال قد يشير إلى أحد السيناريوهات التالية:
1. تصعيد العمليات العسكرية: قد تسعى إسرائيل إلى تكثيف هجماتها أو توسيع نطاق العمليات البرية، خصوصًا إذا كانت القيادة الجديدة تميل إلى الحلول العسكرية المباشرة.
2. تكتيكات مختلفة في القتال: قد يشهد الميدان تغييرًا في الأساليب القتالية، مثل زيادة الاعتماد على القوات الخاصة أو تكثيف الحرب الإلكترونية.
3. استراتيجية احتواء وتصعيد مدروس: من الممكن أن يكون التغيير تكتيكيًا فقط، دون تصعيد واسع، بهدف الضغط السياسي والعسكري دون التورط في معركة مفتوحة.
وهناك عدة عوامل تحدد طبيعة المرحلة المقبلة، منها:
1/الضغوط السياسية على نتنياهو: يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديات داخلية، ما قد يدفعه لاستخدام الملف الأمني لتعزيز موقفه.
2/الموقف الدولي: أي تغيير في طبيعة القتال سيتأثر بردود الفعل الدولية، خاصة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
3/قدرة المقاومة على المواجهة: أي تحرك إسرائيلي سيواجه برد فعل من الفصائل الفلسطينية، ما يجعل القيادة الجديدة أمام اختبار صعب
ويبقى السؤال: هل سيؤدي تغيير رئيس الأركان إلى تحول جذري في سياسة إسرائيل العسكرية، أم أن الأمر لا يتعدى مجرد تعديل تكتيكي في إدارة العمليات؟ فالأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة، لكنها بلا شك ستكون مرحلة حساسة تحمل الكثير من المتغيرات.