ديني

ساعات النجاة.. اجتهدوا قبل فوات الأوان

د/حمدان محمد
الحمد لله الذي وهب لنا ليلة ويوماً، نعيش فيهما بين رحمة الله وعفوه. ساعات تمرّ من أعمارنا، تحمل في طياتها فرص النجاة ومفاتيح الرحمة. كم من ليلة أقبلت علينا ونحن غافلون؟ وكم من يوم مضى دون أن نستثمره في ما يرضي الله؟
ففي هذه اللحظات الباقيات من أعمارنا، علينا أن نعيد حساباتنا. فربما تكون النجاة في هذه الساعات القليلة التي ما زالت بين أيدينا. فلنجتهد، ولنسعَ إلى الله بالدعاء والعمل الصالح، لعل الله أن يكتب لنا فيها المغفرة والنجاة.
ومن أعظم ما ندعو به في هذه الأوقات: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا”. فهو دعاء يختزل الرحمة والعفو في كلمات قليلة، لكنه يحمل معاني كبيرة تفتح أبواب السماء.
فإن هذه الساعات الأخيرة من الليالي الفاضلة هي فرصتنا الثمينة لنطهر قلوبنا، ونجدد عهدنا مع الله. فالدنيا زائلة، والعمر قصير، لكن رحمة الله وسعت كل شيء. فلنغتنم هذه الأوقات بالإكثار من الاستغفار والذكر والصلاة على النبي ﷺ، وتلاوة القرآن بتدبر وخشوع.
فلقد أكرمنا الله بنفحات إيمانية لا تتكرر، وجعل لنا في كل عام محطات نتزود فيها بالتقوى. فهنيئاً لمن أحسن استثمار هذه اللحظات، وهنيئاً لمن جدد توبته، وأقبل على الله بقلب صادق.
فاجتهدوا، فإنها أيام قد لا تعود، وليالٍ ربما لا تتكرر. اغتنموا الفرصة قبل أن تندموا على ما فات. فالمحروم هو من مرّت عليه هذه الساعات دون أن يغتنمها في طاعة الله.
وعلينا أن ندرك أن هذه اللحظات القليلة قد تكون الفاصلة بين الغفران والحرمان. كثير منا يعيش في دوامة الحياة، وقد ينسى أو يتناسى قيمة هذه الأوقات. لكن الله سبحانه وتعالى برحمته يمنحنا فرصاً للتوبة والعودة إليه.
ولا شيء يعدل لحظة صدق مع الله، حين ترفع يديك وتقول: “يا رب، تب عليّ”. استشعر قرب الله منك، وابكِ على ذنوبك، واسعَ في إصلاح ما فات. فربما تكون هذه الساعات هي ما ينقلك من حال إلى حال، من ذنب إلى طاعة، ومن غفلة إلى يقظة قلبية
ولا تيأس مهما كثرت ذنوبك، فالله جل جلاله كريمٌ عفوٌ، يفرح بتوبة عبده. مهما أثقلتك الهموم أو أحاطتك المعاصي، لا زالت الفرصة قائمة. ادعُ الله من قلبك، واستحضر حاجتك إلى مغفرته.
جعلنا الله وإياكم من المقبولين، وكتب لنا ولكم النجاة في هذه الأيام المباركات. فلنجتهد جميعاً، فإنما هي ساعات قد تغير مصيرنا، وتكتب لنا رحمة لا تنقطع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى