الصحة والجمال

مسار جديد للتوحد

د. إيمان بشير ابوكبدة 

أظهرت دراسة جديدة أجريت في مونتريال أن سوء تنظيم الكالسيوم في الدماغ قد يكون سبباً في الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية.

ويقول ديريك باوي من جامعة ماكجيل، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر في منتصف شهر مارس: “نحن بحاجة إلى إعادة كتابة الكتب المدرسية لعلم الأحياء”. كان يعتقد أن الكالسيوم لا يلعب أي دور في هذا الجزيء الدماغي المرتبط بالتوحد والإعاقة الذهنية. لكننا نثبت أن للكالسيوم دورًا في ذلك.

يسمح لنا هذا الاكتشاف بالبحث عن جزيئات يمكنها تصحيح الشذوذ في نقل الكالسيوم بواسطة هذا الجزيء، المسمى Ampar. يلعب دورًا في التعلم والحفظ. ويشير هذا، بحسب الباحث في مونتريال، إلى أن خلل الكالسيوم في أمبار قد يكون سبباً في الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية، وربما أيضاً اضطرابات عصبية أخرى مثل التصلب المتعدد.

وفي العام الماضي، أظهر فريق السيد باوي في مجلة Nature Structural & Molecular Biology أن Ampar ينقل أيونات الكالسيوم. وتضمن ذلك العمل المخبري على عينات مجمدة من هذا الجزيء. وهذه المرة، اكتشف الباحثون وجود خلل في الكالسيوم لدى ثلاثة أطفال مصابين بالتوحد من بريطانيا. في حالتين كان هناك الكثير من أيونات الكالسيوم، وفي حالة أخرى لم يكن هناك ما يكفي.

هل يمكننا إعطاء الكالسيوم لتحسين صحة الدماغ، كما نعطيه للمرضى الذين يعانون من هشاشة العظام؟ لا، لأن الكالسيوم في العظام له دور هيكلي. وهو ينقص في حالة هشاشة العظام. في الدماغ، تُستخدم كميات ضئيلة من أيونات الكالسيوم للتواصل بين الخلايا العصبية.

ويعتقد السيد باوي أنه في غضون خمسة إلى عشرة أعوام، قد يتم التعرف على الجزيئات التي يمكنها تصحيح نقل الكالسيوم بواسطة أمبار. الخبر السار هو أنه في مناطق أخرى من الدماغ، يختلف بروتين أمبار، على سبيل المثال في الحُصين، المسؤول عن اتخاذ القرار، عن المنطقة التي نهتم بها في حالات التوحد والإعاقة الذهنية. لذا، إذا وجدنا دواءً لتصحيح مشكلة الكالسيوم في أمبار، فقد يكون هذا الدواء محددًا للغاية. في الطب النفسي العصبي، غالبًا ما تؤثر الأدوية على عدة مناطق من الدماغ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى