تقارير

المتحف القبطي.. شاهد على عراقة الفن والتاريخ القبطي في قلب القاهرة

 

 

نجده محمد رضا

 

يُعد المتحف القبطي بالقاهرة أحد أهم المتاحف المصرية التي تحتفظ بتراث مصر القبطي، ويقع في قلب منطقة مصر القديمة، بجوار حصن بابليون، بالقرب من الكنائس التاريخية مثل الكنيسة المعلقة وكنيسة أبي سرجة.

تاريخ المتحف

تأسس المتحف القبطي عام 1910 على يد الأرخن مرقس سميكة باشا، الذي سعى إلى حفظ التراث القبطي المتناثر في الكنائس والأديرة، وتقديمه في إطار علمي ومنهجي. وقد بدأ المتحف كمجموعة صغيرة في قاعة بكنيسة السيدة العذراء، إلى أن قامت الدولة بتخصيص المبنى الحالي لعرض المجموعة المتزايدة من القطع الأثرية.

محتويات المتحف

يضم المتحف القبطي أكبر مجموعة للآثار القبطية في العالم، وتتنوع معروضاته بين قطع خشبية، ومنسوجات، وأيقونات دينية، ومخطوطات نادرة، وفخار وزجاج، بالإضافة إلى أدوات معمارية وقطع نحتية تعكس الفن القبطي المميز الذي جمع بين التأثيرات الفرعونية واليونانية والرومانية والإسلامية.

من أبرز ما يضمه المتحف مخطوطات نجع حمادي الشهيرة، وهي مجموعة من الكتب القديمة المكتوبة باللغة القبطية، وتُعد من أهم الاكتشافات في مجال الدراسات الدينية.

 

أهمية المتحف

يقدم المتحف القبطي صورة شاملة عن تطور الفن القبطي في مصر منذ القرن الثاني الميلادي وحتى دخول الإسلام في القرن السابع، ما يجعله شاهدًا حيًا على فترة انتقالية مهمة في تاريخ مصر، ويؤكد على تواصل الحضارات وتفاعلها داخل المجتمع المصري.

 

الخدمات والأنشطة

يحتوي المتحف على مركز للترميم وقاعة للمحاضرات، ويستقبل الزوار من مختلف الجنسيات. كما ينظم معارض مؤقتة وندوات علمية تهدف إلى نشر الوعي بالتراث القبطي، ويُعد وجهة رئيسية للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية.

يظل المتحف القبطي بالقاهرة نموذجًا فريدًا لصون الهوية الثقافية والدينية لمصر، وجسرًا للتواصل بين ماضي البلاد الغني وحاضرها المتجدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى