كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
في عام 2000 أطلقت مؤسسة سويسرية حملةً لتحديد عجائب الدنيا السبع الجديدة. ونظرًا لأن قائمة عجائب الدنيا السبع الأصلية وضعت في القرن الثاني قبل الميلاد، وأن واحدًا فقط من المشاركين لا يزال قائمًا (أهرامات الجيزة)، فقد بدا أن الوقت قد حان لتحديثها. ويبدو أن الناس حول العالم وافقوا على ذلك، حيث أُدلي بأكثر من 100 مليون صوت عبر الإنترنت أو الرسائل النصية. وقد قوبلت النتائج النهائية، التي أُعلن عنها عام 20027، بالهتاف والاستهجان، إذ لم ينجح عدد من المتنافسين البارزين، مثل أكروبوليس أثينا ، في الوصول إلى القائمة.
سور الصين العظيم
يعد سور الصين العظيم أحد أكبر مشاريع البناء في العالم، ويُعتقد على نطاق واسع أن طوله يبلغ حوالي 5500 ميل (8850 كيلومترًا)؛ إلا أن دراسة صينية متنازع عليها تُشير إلى أن طوله يبلغ 13170 ميلًا (21200 كيلومتر). بدأ العمل في القرن السابع قبل الميلاد واستمر لألفي عام. ورغم تسميته “جدارًا”، إلا أن الهيكل في الواقع يتميز بجدارين متوازيين يمتدان لمسافات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر أبراج المراقبة والثكنات العسكرية في السور. ومع ذلك، كان أحد الجوانب السلبية للسور هو فعاليته. فعلى الرغم من أنه بُني لمنع الغزوات والغارات، إلا أنه فشل إلى حد كبير في توفير الأمن الفعلي. وبدلاً من ذلك، لاحظ العلماء أنه كان بمثابة “دعاية سياسية”.
تشيتشن إيتزا
تشيتشن إيتزا هي مدينة مايا في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك ، والتي ازدهرت في القرنين التاسع والعاشر الميلادي. في عهد قبيلة المايا إيتزا – الذين تأثروا بشدة بالتولتيك – تم بناء عدد من المعالم والمعابد المهمة. ومن أبرزها الهرم المدرج إل كاستيلو (“القلعة”)، الذي يرتفع 79 قدمًا (24 مترًا) فوق الساحة الرئيسية. ويُعد الهيكل دليلاً على القدرات الفلكية للمايا، حيث يضم 365 درجة، وهو عدد أيام السنة الشمسية. وخلال الاعتدالين الربيعي والخريفي، تلقي الشمس الغاربة بظلالها على الهرم مما يعطي مظهر ثعبان ينزلق أسفل الدرج الشمالي؛ وفي القاعدة يوجد رأس ثعبان حجري. ومع ذلك، لم تكن الحياة هناك كلها عمل وعلم. تشيتشن إيتزا هي موطن لأكبر تلاتشلي (نوع من الملاعب الرياضية) في الأمريكتين. وفي ذلك الملعب كان السكان يلعبون لعبة الكرة الطقسية التي كانت شائعة في جميع أنحاء أمريكا الوسطى قبل العصر الكولومبي.
البتراء
تقع مدينة البتراء القديمة بالأردن في وادٍ ناءٍ ، بين جبال الحجر الرملي والمنحدرات. ويُزعم أنها كانت أحد الأماكن التي ضرب فيها موسى الصخرة فتدفقت منها المياه. وفي وقت لاحق، اتخذها الأنباط ، وهم قبيلة عربية، عاصمة لهم، وخلال هذا الوقت ازدهرت، وأصبحت مركزًا تجاريًا مهمًا، وخاصة للتوابل. ونحت الأنباط، وهم نحاتون مشهورون، مساكن ومعابد ومقابر في الحجر الرملي، الذي تغير لونه مع تغير الشمس. بالإضافة إلى ذلك، بنوا نظامًا مائيًا سمح بإنشاء حدائق خضراء وزراعة. وفي أوجها، ورد أن عدد سكان البتراء بلغ 30 ألف نسمة. ومع ذلك، بدأت المدينة في التدهور، مع تحول طرق التجارة. تسبب زلزال كبير في عام 363 ميلاديًا في مزيد من الصعوبة، وبعد زلزال آخر في عام 551، تم التخلي عن البتراء تدريجيًا. وعلى الرغم من إعادة اكتشافها في عام 1912، فقد تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل علماء الآثار حتى أواخر القرن العشرين، ولا تزال العديد من الأسئلة حول المدينة.
ماتشو بيتشو
تم اكتشاف هذا الموقع الإنكا بالقرب من كوزكو، بيرو، في عام 1911 من قبل حيرام بينغهام ، الذي اعتقد أنه كان فيلكابامبا، وهو معقل إنكاني سري استخدم خلال تمرد القرن السادس عشر ضد الحكم الإسباني. وعلى الرغم من دحض هذا الادعاء لاحقًا، إلا أن غرض ماتشو بيتشو قد حير العلماء. اعتقد بينغهام أنه كان موطنًا لـ ” عذارى الشمس “، النساء اللاتي عشن في الأديرة تحت نذر العفة. ويعتقد آخرون أنه كان على الأرجح موقعًا للحج، بينما يعتقد البعض أنه كان ملاذًا ملكيًا. (أحد الأشياء التي يبدو أنها لا ينبغي أن تكون موقعًا لإعلان بيرة. في عام 2000 سقطت رافعة مستخدمة لمثل هذا الإعلان وتسببت في تشقق نصب تذكاري.) ما هو معروف هو أن ماتشو بيتشو هي واحدة من الآثار القليلة الرئيسية التي تعود إلى ما قبل كولومبوس والتي تم العثور عليها سليمة تقريبًا. وعلى الرغم من عزلتها النسبية في أعالي جبال الأنديز ، إلا أنها تتميز بالمدرجات الزراعية والساحات والمناطق السكنية والمعابد.
المسيح الفادي
المسيح الفادي، تمثال ضخم يقف على قمة جبل كوركوفادو في ريو دي جانيرو. يعود تاريخه إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة ، عندما خشي بعض البرازيليين من “موجة الإلحاد”. اقترحوا تمثالًا، والذي صممه في النهاية هيتور دا سيلفا كوستا وكارلوس أوزوالد وبول لاندوفسكي. بدأ البناء في عام 1926 واكتمل بعد خمس سنوات. يبلغ ارتفاع النصب التذكاري الناتج 98 قدمًا (30 مترًا) – لا يشمل قاعدته التي يبلغ ارتفاعها حوالي 26 قدمًا (8 أمتار) – وتمتد ذراعيه الممدودتين 92 قدمًا (28 مترًا). إنه أكبر منحوتة آرت ديكو في العالم. يتكون المسيح الفادي من الخرسانة المسلحة ومغطى بحوالي ستة ملايين بلاطة. ومما يثير القلق إلى حد ما أن التمثال قد تعرض للصعق بالبرق كثيرًا، وفي عام 2014 تضرر طرف إبهام يسوع الأيمن أثناء عاصفة.
الكولوسيوم
تم بناء الكولوسيوم في روما في القرن الأول بأمر من الإمبراطور فيسباسيان. يعد هذا المدرج إنجازًا هندسيًا، حيث تبلغ مساحته 620 × 513 قدمًا (189 × 156 مترًا) ويتميز بنظام معقد من الأقبية. كان قادرًا على استيعاب 50000 متفرج، الذين شاهدوا مجموعة متنوعة من الأحداث. ربما كان أبرزها معارك المصارعة ، على الرغم من أن الرجال الذين يقاتلون الحيوانات كانوا شائعين أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، تم ضخ المياه في بعض الأحيان إلى الكولوسيوم لمواجهات بحرية وهمية. ومع ذلك، فإن الاعتقاد بأن المسيحيين استشهدوا هناك – أي بإلقائهم للأسود – محل نقاش. وفقًا لبعض التقديرات، مات حوالي 500000 شخص في الكولوسيوم. بالإضافة إلى ذلك، تم أسر العديد من الحيوانات ثم قتلها هناك مما أدى إلى انقراض أنواع معينة.
تاج محل
يعتبر مجمع الضريح هذا في أغرا بالهند أحد أكثر المعالم الأثرية شهرة في العالم وربما يكون أفضل مثال على العمارة المغولية . بناه الإمبراطور شاه جهان (حكم 1628-1658) لتكريم زوجته ممتاز محل (“المختارة من القصر”)، التي توفيت عام 1631 أثناء ولادة طفلهما الرابع عشر. استغرق بناء المجمع حوالي 22 عامًا و20000 عامل، والذي يتضمن حديقة ضخمة بها بركة عاكسة. صُنع الضريح من الرخام الأبيض الذي يتميز بأحجار شبه كريمة في أنماط هندسية وزهرية. وتحيط قبته المركزية المهيبة بأربع قباب أصغر. ووفقًا لبعض التقارير، رغب شاه جهان في أن يكون له ضريح خاص به مصنوع من الرخام الأسود. ومع ذلك، فقد عزله أحد أبنائه قبل بدء أي عمل.
