سيولة الدم: مفتاح صحتك وتدفق حياتك

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
سيولة الدم تشير إلى مدى سهولة تدفق الدم في الأوعية الدموية. هذا المفهوم مهم جدًا لصحة الدورة الدموية بشكل عام. الدم ليس سائلًا نيوتونيًا بسيطًا، ولزوجته (أو سيولته) تعتمد على عدة عوامل، أهمها قابلية خلايا الدم الحمراء للتشوه.
أهمية سيولة الدم
السيولة الطبيعية للدم ضرورية لضمان:
نقل الأكسجين والمغذيات: يصل الدم بسهولة إلى جميع أنسجة وأعضاء الجسم.
التخلص من الفضلات: يتم نقل الفضلات الأيضية بعيدًا عن الخلايا.
وظائف المناعة والتخثر: يسمح للكريات البيضاء والصفائح الدموية بالتحرك بحرية للقيام بوظائفها.
الأسباب التي تؤثر على سيولة الدم
يمكن أن تكون سيولة الدم زائدة (دم خفيف) أو قليلة (دم سميك).
الدم الخفيف (السيولة الزائدة)
عندما يكون الدم خفيفًا جدًا، قد لا يتجلط بشكل صحيح، مما يزيد من خطر النزيف. يمكن أن يحدث هذا بسبب:
لعض الأدوية: مثل مميعات الدم (مضادات التخثر) مثل الوارفارين أو الهيبارين، ومضادات الصفيحات مثل الأسبرين.
نقص الصفائح الدموية (قلة الصفيحات): قد يكون بسبب مشاكل في نخاع العظم، أو بعض العلاجات الكيميائية، أو سوء التغذية (نقص فيتامين ب12 أو الفولات)، أو بعض الالتهابات، أو أمراض المناعة الذاتية، أو أمراض الكبد، أو الحمل.
بعض الحالات الطبية: مثل بعض اضطرابات النزيف الوراثية.
أعراض الدم الخفيف
سهولة النزيف أو الكدمات.
نزيف اللثة أو الأنف.
نزيف مطول من الجروح الصغيرة.
دم في البول أو البراز (قد يبدو البراز أسود).
فترات حيض غزيرة بشكل غير عادي.
صداع شديد أو دوخة (قد يشير إلى نزيف داخلي).
قيء أو سعال مصحوب بدم.
الدم السميك (السيولة القليلة)
الدم السميك يعني أن لزوجة الدم عالية، مما يجعل تدفقه صعبًا ويزيد من خطر تكون الجلطات. يمكن أن يكون هذا بسبب
الجفاف: عدم شرب كمية كافية من الماء يجعل الدم أكثر تركيزًا.
زيادة عدد خلايا الدم الحمراء: كما في حالة كثرة الحمر الحقيقية.
زيادة البروتينات في الدم: بعض الحالات مثل الورم النقوي المتعدد.
بعض الحالات الطبية: مثل داء السكري غير المتحكم به أو ارتفاع الكوليسترول، التي يمكن أن تؤثر على جدران الأوعية الدموية وتزيد من اللزوجة.
كيف يمكن تحسين سيولة الدم بشكل طبيعي؟
إذا كان لديك دم سميك وترغب في تحسين سيولة الدم، تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي (بالتشاور مع طبيبك):
الترطيب: شرب كميات كافية من الماء يوميًا هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سيولة الدم.
النظام الغذائي
الأطعمة الغنية بأوميغا 3: مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونة، السردين) تساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل الالتهاب.
الثوم والبصل: يحتويان على مركبات قد تساعد في توسيع الأوعية الدموية.
الخضروات الورقية الخضراء والفواكه الحمضية: غنية بمضادات الأكسدة التي تساعد في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية.
الزنجبيل والكركم والفلفل الحار (كابسايسين): قد تساعد في تحسين الدورة الدموية.
التمارين الرياضية: تزيد من الدورة الدموية وتحسن مرونة الأوعية الدموية.
الإقلاع عن التدخين: التدخين يضر بالأوعية الدموية ويعيق تدفق الدم.
التحكم في التوتر: التوتر يمكن أن يؤثر على الدورة الدموية.
الأطعمة التي تزيد من لزوجة الدم (تساعد على التخثر)
فيتامين ك هو العنصر الغذائي الرئيسي الذي يلعب دورًا في تخثر الدم. إذا كنت تتناول مميعات الدم، فمن المهم جدًا الحفاظ على كمية ثابتة من فيتامين ك في نظامك الغذائي، وليس زيادتها أو تقليلها بشكل مفاجئ.
أمثلة على الأطعمة الغنية بفيتامين ك:
الخضروات الورقية الخضراء الداكنة: مثل السبانخ، اللفت، البروكلي، الكرنب.
زيت فول الصويا وزيت الكانولا.
بعض المنتجات الحيوانية والأطعمة المخمرة (فيتامين ك2).
الأدوية التي قد تزيد من لزوجة الدم
بينما تركز معظم الأدوية المرتبطة بالسيولة على “تخفيف” الدم لمنع الجلطات، فإن هناك بعض الأدوية التي قد يكون لها تأثير معاكس أو تستخدم في حالات محددة لزيادة لزوجة الدم أو وقف النزيف. على سبيل المثال، قد تستخدم عوامل تساعد على التخثر في حالات النزيف الشديد.