مقالات

الذكاء الاجتماعي

مريم أحمد

في عشرينيات القرن الماضي، وضع عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك مصطلح “الذكاء الاجتماعي”، وعرّفه بأنه القدرة على فهم الآخرين والتعامل معهم بفعالية. أن تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، أن تكون لطيفًا دون أن تُفهم ضعفًا، وأن تدير حوارك باحترام واتزان. كل ذلك يدخل ضمن مهارات الذكاء الاجتماعي.

وفي العصر الحديث، طور عالم النفس دانييل جولمان هذا المفهوم، وخصّص له مؤلفات تناول فيها الذكاءين: الاجتماعي والعاطفي، موضحًا أن فهم النفس والآخر معًا هو مفتاح النجاح في العلاقات الإنسانية.

هل الذكاء الاجتماعي فطري أم مكتسب؟

يرى كثير من العلماء أن الذكاء الاجتماعي يجمع بين الجانبين:

جانب فطري يولد به الإنسان، ويظهر في قدرته على تكوين العلاقات والتعبير عن مشاعره منذ الطفولة.

وجانب مكتسب يُنمى مع التجربة والتربية، حيث تلعب البيئة دورًا كبيرًا في تطوير المهارة من خلال تنمية الحوار، وتشجيع التعبير، وتعليم الاستماع وفهم مشاعر الآخرين.

وهكذا، فإن الذكاء الاجتماعي مثل أي مهارة أخرى، يمكن تعلمه وتطويره بالتدريب والملاحظة والممارسة.

صفات الشخص الذكي اجتماعيًا:

1. اللباقة والمرونة في التعامل.

2. القدرة على الاستماع الجيد.

3. فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم.

4. التكيف مع الظروف الاجتماعية المختلفة. 

5. قراءة تعبيرات الوجه ولغة الجسد بدقة.

6. إدارة النزاعات بشكل مرن وغير تصادمي.

7. عدم التسرع في الحكم على الآخرين.

لماذا نحتاج الذكاء الاجتماعي؟

الذكاء الاجتماعي لم يعد رفاهية، بل هو مهارة أساسية في الحياة اليومية، سواء داخل الأسرة، أو في بيئة العمل، أو حتى في أبسط أشكال التفاعل الاجتماعي.

من خلاله نفهم أنفسنا والآخرين، ونعبر عن مشاعرنا بوضوح، ونبني علاقات قائمة على الثقة والاحترام والتفاهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى