
كتبت ـ مها سمير
شهدت حلقة مؤثرة من برنامج “هي وبس” تقديم الإعلامية رضوى الشربيني، قصة إنسانية هزّت قلوب المشاهدين، بعد استضافة السيدة والدة الطفل “سعيد محمد” الذي اختُطف قبل 15 عامًا وهو لا يتجاوز عمره 40 يومًا.
روت الأم تفاصيل الواقعة قائلة إنها كانت في المستشفى لإجراء كشف طبي على نفسها، وأثناء وجودها هناك وجدت سيدة منتقبة طلبت منها أن تدخل قبلها إلى غرفة الكشف بدلاً عنها، وكانت معها ابنة سلفتها الصغيرة التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، ثم طلبت منها أن تحمل طفلها لحين دخولها غرفة الكشف.
وبعد دقائق، خرجت الأم لتتفاجأ باختفاء السيدة المنتقبة ومعها رضيعها. سألت الأم ابنة سلفتها، فأخبرتها أن السيدة المنتقبة أعطتها عشرة جنيهات وطلبت منها أن تشتري شيئًا حلوًا “لطنط” لأنها ستخرج من غرفة الكشف متعبة.
لاحقًا، تبيّن أن الخاطفة تركت الطفل لدى سيدة تعمل في حضانة، وأعطتها إياه قائلة: “خدي الولد دا”. وعندما رفضت الأخيرة، طلبت منها كوب ماء، وحين عادت وجدتها قد اختفت تاركة الطفل وراءها. تلك السيدة قررت تربية الرضيع، وكانت متزوجة ولديها ابنة أكبر سنًا، فقامت بتسجيل شهادة ميلاد مزوّرة له باسم “علي إبراهيم” وربّته كأنه ابنها.
لكن حياة الطفل لم تكن سهلة؛ فقد نشأ في بيئة قاسية، حيث عانى من التمييز في المعاملة مقارنة بابنة السيدة، وأُجبر على العمل منذ أن كان في الصف السادس الابتدائي، كما تعرّض للإهمال وسوء المعاملة. وكان دائمًا يشعر في داخله أنها ليست والدته الحقيقية.
المفاجأة وقعت بعد 15 عامًا، حين مرضت السيدة واعترفت له بأنه ليس ابنها. تزامن ذلك مع نشر بعض جيرانه لصوره على مواقع التواصل الاجتماعي مع تدوينة تشير إلى أنه طفل مختطف منذ سنوات. أقارب الأسرة الحقيقية شاهدوا المنشور، وأبلغوا والدته التي تعرّفت عليه فورًا.
الأب والأم والأقارب أسرعوا لاستعادة نجلهم، وعاد سعيد أخيرًا إلى منزله الحقيقي ليعيش وسط والديه وإخوته.
وفي ختام الحلقة، عبّر سعيد عن مشاعره قائلاً: “أنا بحمد ربنا إنه رجعني لأهلي وأمي وإخواتي… طول عمري كنت مفتقد الحنية.”