السبت 5 ربيع الثاني 1447 | 27 - سبتمبر - 2025 - 7:05 م
الرئيسيةالأدبلم أعُد أنا الذي كنتَ تعرفها.

لم أعُد أنا الذي كنتَ تعرفها.

دارين محمود

لم أكن تلك الفراشة المُحلّقة التي لا تبالي بالهبوط، بل كنتُ أجنحةً مُثقَلةً بالتراب.

لم أكن بقوةِ الأسد في عرينه، بل كنتُ صوتاً خافتاً يخشى الصدى.

لم أكن ذاك العطاءُ المطلَق في زمنِ الأخذِ المُستَبد، بل كنتُ بئراً يُنزَفُ منه بلا ارتوَاء.

لم أكن كالطفلةِ المُدلَّلة التي تعيشُ في أمان، بل كنتُ عبئاً يبحثُ عن كتفٍ ليستريح.

لم، ولم، ولم… أتدري بماذا؟

لأنني حين كنتُ كلَّ هذا… كنتُ لكَ وحدَك.

كنتُ أُلبِسُكَ إياي، أُهدي إليكَ نوري وقوتي وضعفي وطيشي. كنتُ أُؤمنُ أنَّ وجودي يكتملُ بوجودكَ كما يتكاملُ الظلُ بالضوء. كنتُ أظنُّ أنَّ هذهِ الأقنعةَ التي ارتديتُها من أجلكَ هي هويتي الحقيقية.

واليوم…

تَخلَّيتُ عن جميعِ الأقنعة، عُدتُ إلى ذاتي الخاليةِ من قيودِ الرغبةِ في إرضائك. صرتُ أكثرَ حقيقةً وصدقاً مع نفسي، صرتُ كالزهرةِ التي تنمو وتزدهرُ لنفسها أولاً، لا تنتظرُ يدَ سارقٍ أو يدَ مُعجَب.

أنا اليومَ… أنا التناقضُ كلهُ في سلام: قوةُ الصمتِ، وجمالُ الهدوءِ، ومحبةُ الذاتِ التي أضعتُها في تفاصيلِكَ.

أنا اليومَ… لستُ أنا القديمَ، بل أنا الأصْلُ الذي كانَ مُغَيَّباً.

 

مقالات ذات صلة

على قارعة الذكرى

القوة الخارقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا