بقلم السيد عيد
لا يوجد إنسان كامل. ولا شريك يأتي كما رسمته أحلامنا أو كما تمنت قلوبنا. الكمال صورة مثالية تسكن الخيال، لكنه لا يعيش في الواقع.
الحب الحقيقي لا يولد في حضن الكمال، بل في حضن التنازل والمرونة والفهم.
الحب هو أن ترى عيوب الآخر واضحة، ومع ذلك تختاره.
هو أن تدرك أن نصفك الآخر ليس نصفًا من ذهب، بل من لحم ودم وأخطاء، ومع ذلك تفتح له قلبك.
هو أن تتعلم كيف تنحني قليلًا دون أن تنكسر، وكيف تُلين مواقفك دون أن تفقد نفسك.
في الحب:
هو يتنازل خطوة، وأنت تتنازلين خطوة.
هو يحاول، وأنت تحاولي.
ليس لأنكما ملائكة، بل لأنكما بشر يختاران أن يمنحا العلاقة فرصة للحياة.
الحب الحقيقي ليس في انتظار أن نصنع من بعضنا ملائكة، بل أن نصنع معًا بشرًا أجمل.
هو تلك المساحة التي يتعلم فيها كل طرف كيف يوازن بين ذاته وذات الآخر، كيف يُصغي رغم الاختلاف، ويحترم رغم العناد، ويكمل رغم النقص.
الحب لا يطلب كمالًا… بل يخلق كماله الخاص، كمالًا مصنوعًا من صبر واهتمام واحترام، من محاولات متكررة، ومن يدين تتمسكان ببعضهما رغم العثرات.
قد تكون شخصيته لا تناسبك تمامًا، طباعه تختلف عن طباعك، طريقته في الحياة لا تشبه طريقتك… ومع ذلك تختار أن تبحث عن مساحات التفاهم، أن تجد لغة مشتركة تجمعكما، أن تتعلم كيف تتسع للآخر رغم الاختلاف. فالحب لا يعني أن تتشابه الأرواح بكل التفاصيل، بل أن تتقارب رغم التباعد، وتستمر رغم التناقض.
الحب الحقيقي هو فنّ النقص الجميل… حيث نصير معًا أكثر من مجرد اثنين، نصير حكاية تك
تمل رغم كل ما ينقصنا.
