الأزهر الشريف.. 1085 عامًا من العلم والنور بقيادة شيوخه العظماء

د/حمدان محمد
يحتفي العالم الإسلامي اليوم بمرور 1085 عامًا هجريًا على تأسيس الأزهر الشريف، هذا الصرح العلمي والدعوي الذي ظل منذ إنشائه منارةً للعلم والإيمان، وحاملًا لواء الوسطية والاعتدال. لعب الأزهر دورًا بارزًا في حفظ علوم الشريعة ونشر الفكر الإسلامي الوسطي، وذلك بفضل شيوخه الأجلاء الذين قادوه عبر العصور، فكانوا حراسًا للعلم واللغة العربية، ومدافعين عن قضايا الأمة وثوابتها.
فقد تأسس الأزهر الشريف عام 359هـ / 970م خلال الدولة الفاطمية، ومع مرور الزمن أصبح الجامعة الإسلامية الأشهر في العالم، والمرجع العلمي والفقهي الأول للمسلمين. ومع استحداث منصب “شيخ الأزهر” عام 1090هـ / 1679م، بدأ عهد جديد من القيادة الدينية والفكرية، حيث تولى المشيخة نخبة من العلماء الذين حافظوا على دوره الريادي في مختلف العصور.
أوائل شيوخ الأزهر (القرن 17-18)
1. الشيخ محمد بن عبد الله الخرشي (1679 – 1690م)
أول شيخ للأزهر، وكان عالمًا مالكيًا بارزًا.
2. الشيخ محمد النشرتي (1690 – 1708م)
من كبار العلماء الذين نشروا الفقه المالكي.
3. الشيخ عبد الباقي القليني (1708 – 1720م)
ساهم في تعزيز دور الأزهر في التعليم الشرعي.
4. الشيخ محمد شنن (1720 – 1724م
كان من فقهاء المالكية المشهورين.
وإليك شيوخ الأزهر في القرن 19 ومطلع القرن 20
5. الشيخ عبد الله الشرقاوي (1793 – 1812م)
وقف في وجه ظلم الحملة الفرنسية، ودافع عن حقوق المصريين.
6. الشيخ حسن العطار (1830 – 1835م)
من أوائل من نادوا بتحديث التعليم في الأزهر.
7. الشيخ محمد المهدي العباسي (1870 – 1895م
أول شيخ أزهري يتولى المنصب مرتين.
8. الشيخ حسونة النواوي (1895 – 1899م)
ساهم في إصدار قانون إصلاح الأزهر.
وشيوخ الأزهر في القرن 20 والعصر الحديث
9. الشيخ سليم البشري (1899 – 1903م & 1909 – 1916م)
كان من دعاة الإصلاح والتجديد في الفقه الإسلامي.
10. الشيخ محمد مصطفى المراغي (1928 – 1930م & 1935 – 1945م)
من أبرز المجددين في الأزهر، وسعى لتطوير مناهجه.
11. الشيخ محمود شلتوت (1958 – 1963م)
أول من أقرّ التقريب بين المذاهب الإسلامية.
12. الشيخ جاد الحق علي جاد الحق (1982 – 1996م)
دافع عن استقلال الأزهر ونشر تعاليمه عالميًا.
13. الشيخ محمد سيد طنطاوي (1996 – 2010م)
شهد الأزهر في عهده تطورًا ملحوظًا في المناهج والتواصل مع العالم.
14. الشيخ أحمد الطيب (2010 – حتى الآن)
قاد الأزهر نحو تحديث الفكر الإسلامي، وتعزيز الحوار بين الأديان، ومواجهة التطرف.
فظل الأزهر على مدار قرون حارسًا للشريعة الإسلامية، وقلعةً للدفاع عن اللغة العربية، حيث يضم نخبة من العلماء المتخصصين في علوم الدين واللغة، مما يجعله المصدر الأهم في نشر الإسلام الوسطي.
ولم يكن الأزهر يومًا منعزلًا عن قضايا الأمة، بل كان دائمًا في مقدمة الصفوف للدفاع عن الحق والعدل، ودعم القضية الفلسطينية، والتصدي للتطرف، والعمل على نشر ثقافة الحوار والسلام. كما كان للأزهر دور بارز في محاربة الأفكار المتشددة من خلال مؤسساته العلمية والدعوية.
ومع كل تحدٍّ يواجهه العالم الإسلامي، يظل الأزهر الصوت المعتدل، الذي يحافظ على هويته التاريخية، ويُطوّر مناهجه لمواكبة العصر، مستندًا إلى تراثه الأصيل، ومنفتحًا على التحديث والتطوير، ليظل بحقٍّ منارة العلم والإيمان، وحارسًا لقيم الإسلام السمحة.
وفي ذكرى تأسيسه، يؤكد الأزهر أنه سيظل الحصن الحصين للأمة، ينشر الوسطية والاستنارة، ويبقى مشعل الهداية لكل الأجيال القادمة.