د.نادي شلقامي
بعد نجاح المرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب في غزة، ترتفع حدة الترقب والقلق بشأن الخطوة التالية. ففي تصريح لاذع يحمل دلالات سياسية عميقة، لم يكتفِ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بالدعوة إلى بدء المرحلة الثانية فحسب، بل وضع يده على الجرح، مشدداً على “الأهمية البالغة للتنفيذ الأمين لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”. هذا التشديد الصريح على الإخلاص في تطبيق الخطة الأمريكية يثير تساؤلات حاسمة: هل هناك مؤشرات على تراجع أو مراوغة من الأطراف المعنية؟ وهل الإرادة السياسية الصادقة هي العقبة الكبرى التي تهدد بانهيار الهدوء الهش؟ مصر، التي لعبت دوراً محورياً في الوساطة، تحذر بوضوح من أن مصير غزة واستدامة السلام على المدى الطويل بات معلقاً على مدى الالتزام بهذه “الأمانة” في التطبيق.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين عبد العاطي ونظيرته البريطانية إيفيت كوبر، اليوم، حيث تناولا المستجدات المرتبطة بالقضية الفلسطينية وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بحسب الخارجية المصرية.
وقال السفير تميم خلاف، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن الوزيرين بحثا أهمية التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وأكد عبد العاطي ضرورة أن يحترم طرفا النزاع كافة التزاماتهما.
وأكد الوزير المصري غلى الأهمية البالغة لنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بكميات تتناسب مع احتياجات القطاع المُلحة، وفق المتحدث.
وفيما يتعلق بقوة دعم الاستقرار المقترحة والمنصوص عليها في خطة السلام، أكد وزير الخارجية المصري أهمية إصدار قرار من مجلس الأمن يتناول ولاية وصلاحيات قوة دعم الاستقرار، وبالتنسيق الكامل مع الجانب الفلسطيني، مشددا على أهمية دور المملكة المتحدة والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن في هذا الشأن.
كما بحث الوزيران المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي تعتزم مصر استضافته خلال شهر نوفمبر بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وناقشا المشاركة البريطانية خلال المؤتمر، وأعرب عبد العاطي عن التطلع لمشاركة بريطانيا كإحدى الدول الرئيسية المشاركة والراعية لهذا المؤتمر.
القاهرة تحذر :”التنفيذ الأمين لخطة ترامب” هو مفتاح المرحلة الثانية..مصير غزة على المحك!
716
