د.ياسمين عبدالله.
الصحة النفسية والجسدية مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، ويعد القلب أحد العناصر الأساسية في هذا الترابط، تشير الأبحاث العلمية إلى أن القلب لا يقتصر دوره على ضخ الدم فحسب، بل يحتوي على شبكة عصبية معقدة تتواصل مع الدماغ عبر العصب الحائر (Vagus nerve)، مما يؤثر على تنظيم المزاج والانفعالات.
عندما يكون القلب في حالة صحية ومنتظمة، يتحقق التوازن العصبي-القلبي الذي يساهم في استقرار المزاج، تحسين التركيز، وتعزيز القدرة على مواجهة الضغوط اليومية.
هذا التفاعل بين القلب والمخ يوضح أن الحفاظ على صحة القلب يمثل استثماراً مباشراً في الصحة النفسية، ويؤكد على أهمية تبني أساليب حياتية تدعم كل من الأداء القلبي والنفسي على حد سواء.
-خطوات تعزيز تأثير القلب الصحي على الاستقرار النفسي:
1. المحافظة على النشاط البدني المنتظم:
ممارسة التمارين الهوائية الخفيفة مثل المشي، السباحة، أو ركوب الدراجة لمدة 30 دقيقة يوميًا. النشاط البدني يحسن تدفق الدم، ينظم ضربات القلب، ويحفز إفراز الإندورفين، مما يساهم في استقرار المزاج.
2. تنظيم التنفس وتحفيز العصب الحائر:
تمارين التنفس العميق أو تمارين اليوجا تساعد على تهدئة القلب والمخ معًا، ويقلل هذا التناغم العصبي من استجابة الجسم للتوتر ويزيد من الاتزان النفسي.
3. النوم المنتظم والكافي:
الحفاظ على 7–8 ساعات نوم ليلي يعيد توازن الهرمونات ويهدئ النظام العصبي، والنوم الجيد مرتبط بتحسن أداء القلب والمزاج.
4. التغذية المتوازنة للقلب والمخ:
تناول الفواكه، الخضار، المكسرات، والأسماك الغنية بالأوميغا-3 يقلل من الالتهابات ويحسن الوظائف العصبية، مما يدعم صحة القلب ويعزز ثبات المزاج النفسي.
5. التحفيز الذهني الإيجابي:
ممارسة التأمل، اليقظة الذهنية، وتمارين الامتنان اليومية تساعد على تقليل التوتر النفسي وتحسن تزامن ضربات القلب مع نشاط المخ.
6. إدارة التوتر اليومي:
التعامل مع الضغوط خطوة بخطوة وتجنب الإجهاد المفرط يحافظ على انتظام ضربات القلب ويقلل إفراز هرمونات الضغط.
7. التواصل الاجتماعي الإيجابي:
العلاقات الصحية والداعمة تفرز هرمونات الراحة مثل الأوكسيتوسين، مما يعزز اتزان القلب والمزاج.
8. الترطيب الكافي للجسم:
شرب كمية كافية من الماء يحافظ على كفاءة الدورة الدموية ويقلل من الشعور بالتعب النفسي.
9. الابتعاد عن السلوكيات الضارة للقلب:
تقليل التدخين، الكافيين الزائد، والضغط النفسي الحاد يساهم في استقرار نظم القلب وانعكاسه الإيجابي على النفس.
10. الاسترخاء الذهني قبل النوم:
تخصيص وقت هادئ قبل النوم بدون استخدام الأجهزة الإلكترونية يساعد على تهدئة القلب وإعداد الدماغ للنوم العميق، مما يعزز الصحة النفسية.
واخيراً..
يتضح أن القلب لا يعمل بمفرده، بل يشكل حلقة تواصل مستمرة مع الدماغ تؤثر مباشرة على المزاج والانفعالات، فالحفاظ على صحة القلب من خلال أسلوب حياة متوازن يجمع بين النشاط البدني، التغذية السليمة، النوم الكافي، وإدارة التوتر، يمثل استثمارا أساسيا في تعزيز الاستقرار النفسي وجودة الحياة اليومية.
