بقلم : أحمد رشدى
هنا…
عند أول الطريق
تتعثر الخطوات
قبل أن يبدأ الكلام
وحيث تبدأ الحكايات
يتقدّم الصمت خطوة
على الذاكرة
وكأن كل شيء ممكنًا
إلا النسيان
فكيف تمر من شارعنا
دون أن تبكي
أو تندم
أو يأخذك الحنين
وكيف تعبر طريقنا
دون أن تتألم
أو تتأثر
أو تشعر بالأنين
وكيف تأتي إلى دارنا
دون أن تحزن
دون أن يقتلك الوجع
وتعذبك الآهات
وتحذّرك النظرات
وتقول لك ابتعد
وهل جننت لتقترب
وتغزو الشوارع
ويحدوك الأمل
هل أتيت لتحترق
لتحتل المشاعر
وتنطلق
…..
ومن بين أوراقي المبعثرة
لمحت نقطة نظام
لحظة هدوء عابرة
كأنها صفاء مسروق
من فوضى الأماكن
كأنها موجة هادئة
في بحر عال
متلاطم الخواطر
وكأن الشمس
تطل بشعاع واحد
على قلب مرهق
بالانتظار
لكن
ما بين ضوء وانطفائه
عاد الصخب
وعاد الوجع
وعاد القلب
وحيدًا
أيا قلب
مالي أراك اليوم كسيرًا
تخنقك العبرات
ويقتلك الصمت
حبست الكلمات طويلًا
حتى انفجرت
وتناثرت
ثم خمدت
وها أنا
ألملم ما تبقى
من حروف
تنطق النظرات
ثم تصمت
وإن مررت يومًا ببيتها
تعود الحروف إلى مكانها
وتختنق الدموع
ويعود البكاء…
