د/حمدان محمد
بقلوب يعتصرها الألم، وعيون تفيض بالحزن، نعى الوسط الأكاديمي والعلمي في مصر والعالم الإسلامي رحيل الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة العلم وطلابه.
وقد عُرف الدكتور المحرصاوي بعلمه الغزير وإخلاصه في أداء رسالته الأكاديمية، حيث ترك بصمة واضحة في تطوير جامعة الأزهر وتعزيز مكانتها كأحد أهم منارات العلم الشرعي والدراسات الإسلامية في العالم. شغل منصب رئيس الجامعة خلال فترة شهدت العديد من الإنجازات، كان أبرزها دعم البحث العلمي، تطوير المناهج، وتعزيز الدور المجتمعي للجامعة.
ولم يكن الراحل مجرد أستاذ جامعي، بل كان إداريًا قديرًا يتمتع برؤية واضحة، حرص خلالها على تطوير البنية التحتية للجامعة، ورفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس، وتحقيق نهضة تعليمية شاملة. كما كان مثالًا للقيادة الحكيمة، حيث حافظ على هوية الأزهر الشريف كمنبر للوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي.
وبوفاته، تفقد الساحة الأكاديمية أحد رموزها المضيئة، ورجلًا أفنى عمره في خدمة التعليم والدعوة، تاركًا إرثًا علميًا وإداريًا سيظل شاهدًا على جهوده المخلصة.
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدم من علم نافع وعمل صالح، وأن يلهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.
