“ترامب يطرح نفسه وسيطًا للسلام: مفاوضات عاجلة لإنهاء الحرب بين إيران وإسرائيل

كتبت ـ مها سمير
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يجري تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى وقف الحرب الدامية بين الطرفين، مؤكدًا تفاؤله بإمكانية تحقيق اتفاق سلام قريب.
وأكد ترامب، في تصريحات إعلامية ومنشور على منصة “Truth Social”، أن مشاورات واتصالات تُجرى حاليًا على أعلى المستويات الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط، موضحًا أن هدفه هو التوصل إلى اتفاق تاريخي يُنهي النزاع المستمر بين إيران وإسرائيل.
وأوضح ترامب أن جهوده تشمل التواصل مع قادة خليجيين، ومسؤولين أمريكيين، والأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن التطورات الأخيرة أعطت “فرصة حقيقية للدبلوماسية”. وأضاف:
“نستطيع التوصل إلى اتفاق سلام بين إيران وإسرائيل… إنها فرصة لإنهاء الصراع، وسأبذل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك”.
تصريحاته جاءت بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتفق الجانبان على ضرورة وقف العمليات العسكرية فورًا. وذكرت وكالة “رويترز” أن ترامب يسعى للعب دور فاعل في الوساطة رغم تعقيدات الملف.
وفي تصريحات لقناة “جيروزاليم بوست”، اعتبر ترامب أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران قد تدفع طهران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، قائلًا:
“إذا استغلت إيران اللحظة الآن، يمكن الوصول إلى اتفاق ينقذ المنطقة من الانهيار”.
ورغم إبدائه النية في تحقيق السلام، شدد ترامب على أن أي هجوم إيراني على المصالح الأمريكية لن يُقابل بالصمت، بل بـ”رد عسكري قوي”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتهاون في حماية أمنها ومصالحها في الشرق الأوسط.
في المقابل، يعكف مجلس الأمن القومي الأمريكي على دراسة سيناريوهات التصعيد والتهدئة، فيما يراقب ترامب الموقف عن كثب، ويعقد اجتماعات متواصلة مع فريقه الأمني والدبلوماسي استعدادًا لأي تطور مفاجئ.
ويُذكر أن ترامب كان له دور مؤثر سابقًا في التوسط لهدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس، لكنه يواجه اليوم تحديًا أعقد وأخطر، في ظل صراع مفتوح بين قوتين إقليميتين يمتلك كل منهما إمكانات عسكرية ضخمة.
ومع تصاعد الضربات المتبادلة بين الطرفين وسقوط ضحايا من المدنيين والعسكريين، تبقى فرص نجاح الوساطة مرهونة بجدية الأطراف في قبول الحوار، وسط تشكيك بعض المراقبين في قدرة ترامب على الجمع بين لغة التهديد ومبادرات السلام في آنٍ واحد.