فن التفاوض مع المراهقين

كتبت/ رانده حسن
عندما تمتلىء البيوت بالطاقة والإنطلاق إذا هناك مراهقين ، الشباب ، القوة ، المرح ، وكثير من التمرد والعناد.
وكثير من أولياء الأمور لا يستطيعون التعامل معهم ، فنجد المقولة الشهيرة والمترددة على اللسان
ابني/ابنتى كبر ولا اعرف السيطرة عليه .. العناد أصبح كثير ولا يهتم إلا بأصحابه والموبايل.
وهنا لنا وقفة ، ليس سيطرة ولكن الصحيح هو التعامل وكيفية فهم شخصية المراهقين.
هذا السن يعتمد أكثر على التفاوض والتفاعل والتفاهم ، وليس السيطرة ، وتنفيذ الأوامر رغم عنهم ..
و مهارة ” التفاوض أهم الأدوات التى يستخدمها الأهل مع المراهق
فن التفاوض:
اجعل المراهق يشعر أن له دور ورأي، فعندما يشعر انه يختار ، وله رأى مسموع بل وقد يؤخذ فى الحسبان يصبح متعاون أكتر.
مثال : عندما تنتهى من مذاكرتك تستطيع أن تخرج مع أصدقائك ، ولو تأخرت لن تستطيع الخروج ، أو تستطيع أن تذاكر اليوم وتخرج غدا.
عند الوقوع فى موقف ما ، أسأل ابنك / ابنتك ، ما رأيك فى حل هذا الموقف ، ماهو الحل المناسب ، باب للحوار والمناقشة ، والتعرف على جوانب الموقف من جميع الإتجاهات ، لكى يستطيع أن يخرج بالحل المناسب.
* الفعل أقوى من المحاضرات والفلسفة ، لأن المراهق هنا لا يحب الإستماع إلى النظريات ، والآراء ، لكن اجعله يراها فى التصرفات والتواصل معه ، رد فعل مناسب وليس رد فعل منفر ، يجعله يهرب من المسؤولية ، بل يدخل فى مرحلة الدفاع عن النفس عن طريق الكذب أو الإدعاء على الأخرين ، للهروب من الموقف.
التصرفات الصحيحة هى القدوة التى يتعلم منها
لا تقول للمراهق لا تصرخ ، لا تعلو بصوتك ، وأنت تقوم بهذا الفعل ، لابد أن يقوم بتقليدك ، أنت ولى الأمر الأب أو الأم ، أنت الأكبر ذو الخبرة ،والتفكير والهدوء .
عندما يطلب المراهق / المراهقة طلب ما ، لا تلبى الطلب فورا ، حتى لو تسمح الظروف ، ولكن أجل طلبه إلى فترة ما ، حتى يتعلم الصبر ، ويعلم قيمة الشىء المراد.
ليس من الحكمة التدخل فى جميع شؤون المراهق ، ولكن أحيانا الوقوع فى بعض الأخطاء البسيطة خبرة وتعليم ، كن له موجه ومرشد وليس مسيطر ومتحكم ، دعه يعيش حياته من خلال التجربة والتعلم .
* التنازل المؤقت ليس ضعفا من الوالدين ، ولكنه فى كثير من الأحيان ذكاء ، لإحتواء الموقف ، وكسب ثقة المراهق ، وعدم تركه لشعوره بأن لا أحد يحبه ويساعده.
بعض الأوقات لا يستطيع المراهق /المراهقة تعبر عما يدور بداخلهم ، هنا نسألهم عن كيفية التعامل معهم ، هل عن طريق المناقشة والحوار ، أم عن طريق االكتابة عما يدور بداخلهم ، أم هل تريد الحديث داخل البيت أم خارجه ،…. إلخ
وهناك من يحب أن يعبر من خلال الرسائل الصوتية أو المكتوبة
وهناك من يحب أن يتكلم كثيرا وهناك من يحب الإستماع أكثر .
*الدوافع :
هناك من لديه دافع مادى (لعب ، خروج ، فسح ، سفر ، هدايا …)
وهناك من لديه دافع معنوى (كلمة شكر ، تشجيع ، حضن ، ابتسامة ،طبطبة وتربيت على الكتف ….)
فلكل مراهق/مراهقة دوافع مختلفة ، إذا تعرفت على هذه الدوافع يستطيع الأهل التعامل معهم من خلالها.
* الهدايا…تهادوا تحابوا
ليس شرط أن تكون للهدايا سبب ، ولكن الأجمل تعبيرا عن الحب والتقدير ، و الإهتمام ، من أجمل وأرق الإتصال النفسى مع الأهل والمراهقين ، لشعورهم بأن الأهل تفكر بهم دائما.