عادات أهل الإسكندرية في رمضان

سالي جابر
عروس البحر الابيض المتوسط تتجهز لاستقبال شهر رمضان المبارك، ربما هي لا تختلف كثيرًا عن بقية المدن الساحلية إلا أنها تتزين بزينة رمضانية مبهجة في كل شوارعها، وعلى كورنيش البحر، وفي كل خطوة نجد الفوانيس وتجهيزات رمضان في طريقك، ولأنها بلد المليون ضريح؛ يتسابق الجميع للصلاة في مساجدها المشهورة، ويتناولون سحورهم على الكورنيش، ربما لم تختلف كثيرًا عن غيرهم من المدن إلا أن الطابع السكندري الأصيل لأهلها بتير فرحتهم بقدوم الشهر العظيم، ومن أهم العادات:
العادات الدينية
يحرص أهل الإسكندرية على أداء الصلوات في المساجد، خاصة صلاة التراويح التي تشهد ازدحامًا كبيرًا، لا سيما في المساجد الكبرى مثل مسجد القائد إبراهيم ومسجد سيدي أبو العباس المرسي. كما يحرص العديد من السكندريين على قراءة القرآن وختمه أكثر من مرة خلال الشهر، بالإضافة إلى حضور الدروس الدينية والمواعظ.
موائد الرحمن والتكافل الاجتماعي:
تنتشر موائد الرحمن في مختلف أنحاء المدينة، وخصوصًا في المناطق الشعبية مثل بحري والمنشية والعطارين، حيث يتسابق الأهالي وأصحاب المطاعم في تقديم الطعام للصائمين. كما يحرص السكندريون على توزيع التمر والماء عند أذان المغرب في الشوارع والمواصلات.
الأكلات الرمضانية المميزة:
تشتهر الإسكندرية ببعض الأكلات الرمضانية التي تميزها عن باقي المحافظات، ومن أشهرها:
البحريات والمأكولات البحرية: حيث يُقبل العديد من السكندريين على تناول الأسماك والجمبري في الإفطار.
الحلويات الشرقية: مثل الكنافة والقطايف، إضافة إلى حلويات سكندرية مميزة مثل “السفوف” و”الشكلمة”.
المشروبات الرمضانية: مثل التمر الهندي، العرقسوس، والسوبيا، التي تعتبر من المشروبات الأساسية على موائد الإفطار.
العادات الاجتماعية والترفيهية:
بعد الإفطار، تزدحم الشوارع والمقاهي، خاصة على الكورنيش وفي مناطق مثل محطة الرمل، حيث يقضي الأهالي وقتًا ممتعًا في التنزه أو لعب الطاولة والدومينو. كما تنتشر الفوانيس والزينة الرمضانية في الأزقة والشوارع، ويهتم الأهالي بشراء الفوانيس للأطفال لإضفاء أجواء الفرح والبهجة.
يظل شهر رمضان في الإسكندرية مناسبة تجمع بين الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية المميزة، حيث يحرص الأهالي على الاحتفال به بروح من المحبة والتكافل، مما يجعل الأجواء الرمضانية في المدينة ذات طابع خاص لا يُنسى.