اعتذار زيلينسكي لترامب: خطوة نحو تهدئة التوترات بين كييف وواشنطن

كتبت ـ مها سمير
كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد بعث برسالة اعتذار إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك على خلفية المشادة الكلامية التي وقعت بينهما في المكتب البيضاوي.
وأوضح ويتكوف، في تصريحاته لشبكة “فوكس نيوز”، أن زيلينسكي أعرب في رسالته عن أسفه لما حدث خلال اللقاء الأخير مع ترامب.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن هذه الخطوة تُعد مهمة، مؤكدًا على وجود مناقشات واسعة بين الفرق الأوكرانية والأمريكية والأوروبية المعنية بالموضوع.
تعود خلفية هذه الأحداث إلى اجتماع عُقد في 28 فبراير الماضي في البيت الأبيض، حيث نشبت مشادة كلامية بين زيلينسكي وترامب ونائبه جاي دي فانس حول موقف واشنطن من الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقد وصف ترامب نظيره الأوكراني بأنه “ديكتاتور”، فيما اعتبر زيلينسكي أن الرئيس الأمريكي تأثر بـ”المعلومات المضللة” الروسية.
وصل زيلينسكي إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك قبل محادثات مرتقبة بين مسؤولين من أوكرانيا والولايات المتحدة.
وتتوقع واشنطن أن تحقق هذه المحادثات تقدمًا كبيرًا نحو إنهاء الحرب مع روسيا.
من الجدير بالذكر أن سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية قد شهدت تحولًا في إطار سعيها إلى إنهاء الصراع سريعًا، حيث انتقلت واشنطن من دور الحليف لكييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو، مع قطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية معها.
المحادثات المرتقبة بين أوكرانيا والولايات المتحدة، والمقررة غدًا الثلاثاء، تُعد أول اجتماع رسمي منذ المشادات بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض.
وقد أعرب ترامب عن تفاؤله بنتائج هذه المحادثات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد أنهت “تقريبًا” تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا.
من جانبه، يدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية، بالإضافة إلى تبادل الأسرى، معتبرًا ذلك اختبارًا لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب. إلا أن موسكو ترفض فكرة الهدنة المؤقتة، التي تقترحها أيضًا بريطانيا وفرنسا، معتبرة إياها محاولة لكسب الوقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.
أكد زيلينسكي في تصريحات سابقة أنه لا يدين لترامب باعتذار، مشددًا على احترامه للرئيس الأمريكي والشعب الأمريكي، ومؤكدًا أن لا أحد يرغب في إنهاء الحرب أكثر من الأوكرانيين.
هذا وتبقى الأنظار متجهة نحو المحادثات المقبلة بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وسط آمال بأن تسهم في تحقيق تقدم نحو إنهاء الصراع المستمر مع روسيا.