ديني

الرضا وحب الخير.. مفتاحان لقلب مطمئن في رمضان

أحمد حسني القاضي
يحل علينا شهر رمضان الكريم، حاملاً معه نفحات الرحمة والمغفرة، وفرصة عظيمة لتصفية القلوب وتنقيتها من الشوائب. وفي هذا الشهر المبارك، تبرز قيمتان أساسيتان يمكن أن تغيّرا حياة الإنسان وتجعله أكثر سعادة وطمأنينة: الرضا وحب الخير للغير.
(الرضا.. راحة القلب وسر السعادة)
يخطئ البعض في فهم معنى الرضا، فيظنونه استسلامًا للواقع دون سعي أو اجتهاد، لكن الحقيقة أن الرضا هو الطمأنينة بعد بذل الجهد، والثقة بأن ما كتبه الله هو الخير. فقد يواجه الإنسان عقبات في حياته، سواء في عمله، أو دراسته، أو حتى في رزقه، لكن عندما يؤمن بأن لكل شيء حكمة إلهية، يصبح قلبه أكثر راحة وسكينة.
ويؤكد علماء النفس أن الشخص الراضي يكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأقل عرضة للتوتر والقلق. وقد جاء في الحديث الشريف: “ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”، وهو تأكيد على أن الرضا كنز لا يملكه إلا من أيقن بحكمة الله في تدبير الأمور.
(حب الخير للغير.. مفتاح البركة والراحة النفسية)
ففي مجتمع تكثر فيه المنافسة، قد يقع البعض في فخ الحسد والضغينة تجاه نجاح الآخرين، وهو ما ينعكس سلبًا على النفس والعلاقات الاجتماعية. لكن رمضان يعلمنا أن الفرح لنجاح الآخرين لا يقلل من نصيبنا، بل يزيدنا بركة وسعادة.
ويقول الخبراء إن من يتمنى الخير للناس، ويعبّر عن فرحته بإنجازاتهم، يكون أكثر استقرارًا نفسيًا وعاطفيًا. فمجرد كلمة “مبروك” صادقة قد تزرع الألفة والمحبة، كما أن الدعاء للغير بظهر الغيب يعود على صاحبه بالخير نفسه، كما جاء في الحديث: “دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب مستجابة، يقول الملك: ولك بمثلها.”
ولكن كيف نطبّق هذه القيم في حياتنا؟
1. التوكل بعد السعي: اعمل بجد، ثم سلّم أمرك لله وقل: “اللهم إني فوضت أمري إليك.”
2. ممارسة الامتنان: قبل النوم، استرجع ثلاث نِعم أنعم الله بها عليك خلال يومك، حتى لو كانت بسيطة.
3. التعامل مع الابتلاء بحكمة: بدلًا من التساؤل عن سبب المشكلة، فكر في كيفية التعامل معها بإيجابية.
4. الدعاء للآخرين: اجعل لسانك عامرًا بالدعاء للغير، فالدعاء للآخرين يجلب الخير لك أيضًا.
5. تشجيع الناجحين: لا تبخل بكلمة طيبة لمن حقق إنجازًا، ففرحتك له تزيد من محبتك في القلوب.
(رمضان.. فرصة للتغيير الحقيقي)
فرمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو صيام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى