الثقافة

ندوة ثقافية ثرية تناقش كتاب “القوات الأسترالية والنيوزيلندية في مصر” بحضور كوكبة من المثقفين

دكتورة إيمان بشير أبو كبدة

شهد صالون “حلاوة مصرنا الثقافي” أمسية فكرية مميزة في استوديو الجيب بالزمالك، حيث أُقيمت مساء الثلاثاء ٢٤ يونيو ندوة ثقافية لمناقشة كتاب “القوات الأسترالية والنيوزيلندية في مصر 1914-1919: الحرب، الأماكن، الجنود، والشعب” للدكتورة الإعلامية الكبيرة انتصار غريب، وذلك بحضور نخبة من المثقفين والمؤرخين.

أدار الندوة الدكتور عماد أبو العلا، وأثرى الحوار العالم الجليل الأستاذ الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس وعضو وأمين مجلس إدارة الجمعية التاريخية. وقد أضاء العديد من الجوانب التاريخية الهامة المرتبطة بتواجد قوات الإنزاك في مصر خلال الحرب العالمية الأولى، مشيدًا بالدكتورة انتصار غريب بوصفها باحثة جادة ومجتهدة وإذاعية مثقفة، تعاملت بمنطق الباحثة المنقبة والمترجمة، ومالت إلى التحليل النفسي في شرح التاريخ.

شهدت الندوة حضورًا مميزًا من الشخصيات الثقافية والإعلامية، على رأسهم:
الدكتورة سلمى محمد موسى المدرس المساعد بجامعة عين شمس ووالدتها، والأستاذة نوجين يوسف، والأستاذة رانيا ضيف رئيس مجلس إدارة جريدة “حديث وطن” وشقيقتها الأستاذة راندا صادق ضيف، وابنة خالها الدكتورة مي كمال ضيف، وأعضاء مجموعة “حلاوة مصرنا الثقافية” بقيادة الدكتور عماد أبو العلا، الذي كان له دور بارز في تنظيم الأمسية وإنجاحها.

تخللت الندوة مناقشات ثرية حول مضمون الكتاب، الذي يُعد إضافة قيمة للمكتبة العربية في مجال التوثيق التاريخي لفترة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ مصر الحديث. وقد استعرضت المؤلفة، الدكتورة انتصار غريب، أبرز ما توصلت إليه من خلال بحثها المعمق، مشيرة إلى الأثر الإنساني والثقافي الذي تركه وجود قوات الإنزاك في مصر، والعلاقات المعقدة التي نشأت بين الجنود والسكان المحليين، فضلًا عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي رافقت تلك المرحلة.

ناقشت الندوة محاور تاريخية هامة، منها:
• من هم قوات أنزاك؟ ولماذا جاءوا إلى مصر؟
• الأسباب الحقيقية للحرب العالمية الأولى، وظروف مصر ما بين 1914 و1919.
• دور الجيش المصري ومشاركته في العمليات الحربية مع قوات أنزاك.
• العلاقة بين قوات أنزاك والمصريين، وما شابها من مفارقات، أبرزها مشاركتهم في إنقاذ المتضررين من سيول يناير 1919، ثم اشتراكهم لاحقًا في قمع ثورة مارس 1919.
• دور مليون عامل مصري في فيلق العمال المصري، والجمالة المصريين والهنود في فيلق الجمالة، إلى جانب دور فيلق البغال الصهيوني الذي أسّسه يهود فارون من الدولة العثمانية.
• تمويل الحكومة المصرية لمعسكرات القوات البريطانية، ودور هيئات مثل سكك حديد مصر وهيئة قناة السويس في بناء البنية التحتية لخدمة المعسكرات.
• علاج مصابي الحرب في مستشفيات مصر، والمعارك التي خاضها الجيش المصري إلى جانب قوات أنزاك في سيناء والصحراء الغربية.

قدّمت الندوة طرحًا مختلفًا وحقائق جديدة مدعومة بوثائق ومراجع تاريخية موثوقة، فتحت بابًا مهمًا لفهم دور مصر الحقيقي في الحرب العالمية الأولى، بما يتجاوز السرديات التقليدية.

وفي ختام الأمسية، تلقت الدكتورة انتصار غريب أسئلة الحضور وقامت بالإجابة عليها، وتم التقاط العديد من الصور التذكارية لهذه الأمسية المميزة. وقد توجّه الجميع بالشكر والتقدير للمشاركين والحضور من سيدات ورجال وأطفال، الذين ساهموا بتواجدهم وتفاعلهم في إنجاح هذه الفعالية الراقية. كما تم توجيه شكر خاص للدكتور خلف الميري على حضوره الكريم ومداخلاته الثرية، وسط إشادة عامة بجودة التنظيم وروح المحبة التي جمعت الحضور في هذا اللقاء الثقافي المميز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى