أعلن جاستن ترودو استقالته من منصبه كزعيم للحزب الليبرالي الحاكم في كندا ورئيس للوزراء وسط أزمة سياسية يغذيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومن المقرر أن يعلن الحزب الليبرالي عن اسم زعيمه الجديد هذا المساء.
وسيتولى الشخص المختار تلقائيا منصب رئيس الوزراء بمجرد أن يقدم ترودو استقالته رسميا. بدأت عملية التصويت لاختيار خليفته في 26 فبراير وحضرها 400 ألف عضو من أعضاء الحزب الليبرالي.
ويترك ترودو، الذي قاد الحزب منذ أبريل 2013 وحكم كندا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بثلاثة انتصارات انتخابية متتالية، منصبه على خلفية التوترات التجارية مع ترامب.
من يستطيع خلافة ترودو ؟
هناك أربعة أسماء مرشحة لخلافة ترودو:
كارينا جولد
فرانك بايليس
كريستيا فريلاند
مارك كارني
ومع ذلك، تتجه كل الأنظار إلى كارني، المحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، الذي يعتبر المرشح المفضل في السباق. إن خبرته في القطاع المالي وشخصيته التكنوقراطية جعلته يتفوق على فريلاند، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية السابقة، والتي كانت تعتبر حتى وقت قريب واحدة من أكثر السياسيين نفوذاً في حكومة ترودو.
في هذه الأثناء، أثار رحيل فريلاند غير المتوقع والمثير للجدل من الحكومة في 16 ديسمبر اضطرابات متزايدة داخل الحزب الليبرالي. وشكلت استقالته نقطة تحول في الأزمة الداخلية، وزادت الضغوط على ترودو، الذي أعلن رسميا قراره بالتنحي في السادس من يناير.
ترودو يستقيل بعد ضغوط من حزبه
وأكد ترودو خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس رحيله عن منصبه، قائلا إن أولويته تظل حماية الأسر الكندية من آثار الرسوم الجمركية الأميركية، على الرغم من الخلافات الداخلية التي أدت إلى استقالته.
وقال وهو متأثر بشكل واضح: “لقد عملت كل يوم في هذا الدور على وضع الكنديين في المقام الأول”. وأضاف “نحن هنا لنقول لكم إننا لن نخيب ظنكم اليوم ولا في المستقبل”، مؤكدا التزامه تجاه الشعب.
وقد حدثت إحدى أكثر اللحظات توتراً في النزاع التجاري مع الولايات المتحدة في المكالمة الهاتفية بين ترودو ودونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي. وبحسب صحيفة “تلغراف”، فإن المحادثة تضمنت تصريحات مسيئة من قبل الرئيس الأميركي، فيما وصفتها صحيفة “وول ستريت جورنال ” بأنها “تبادل حاد للاتهامات”.
رسوم الـ 25% وتدهور العلاقات الثنائية
وتصاعد النزاع التجاري عندما فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، وهو الإجراء الذي وصفه ترودو بأنه “غير مبرر وغير قابل للتبرير على الإطلاق”. ورغم تأجيل تنفيذ القرار مرتين، إلا أنه أثار احتكاكات بين الحكومات.
وفي مواجهة الضغوط الخارجية، أكد ترودو أن الوحدة الوطنية عززت موقف كندا التفاوضي. “نحن في لحظة من الزمن حيث يوجد وحدة لا لبس فيها بين الكنديين للدفاع عن بلدنا.”
كما تدهورت العلاقات الثنائية بسبب تعليقات ترامب المهينة المستمرة تجاه ترودو، والذي ذهب إلى حد وصفه ساخرا بـ ” الحاكم ترودو ” واقتراح جعل كندا “الولاية رقم 51” في الولايات المتحدة.
ورغم التوتر، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المكالمة بين الرجلين انتهت بـ”ودية إلى حد ما”. لكن ترامب أشعل الجدل مجددا على وسائل التواصل الاجتماعي، متهما ترودو باستخدام الصراع التجاري كمنصة للسعي لإعادة انتخابه.
ترودو يدافع عن إرثه في أيامه الأخيرة في منصبه
في أيامه الأخيرة كرئيس للوزراء، دافع ترودو عن السياسات الرئيسية لحكومته، بما في ذلك حزمة جديدة من تدابير رعاية الأطفال، والتي وصفها بأنها “قضية إنصاف” واستراتيجية لتعزيز الاقتصاد.
وتحدث الزعيم الليبرالي أيضًا عن التحديات التي واجهها خلال العقد الذي قضاه في السلطة، مشيرًا إلى أزمات مثل الوباء والتضخم والصراعات الدولية مثل الحرب في أوكرانيا. وبكل عاطفية، أعاد التأكيد على التزامه برفاهية الكنديين، حتى بعد تركه منصبه.