ملك الموت هل سيأتيني من أمامي أم من خلفي؟

د/ حمدان محمد
حقيقة مرعبة تهز القلب حين يتأمل الإنسان لحظة مفارقته لهذه الدنيا
فملك الموت لا يعرف أحد متى سيأتيه ولا من أين سيأتيه؟ هل سيأتي من خلفي دون أن أشعر فيخطف روحي بغتة؟ أم سيأتي أمامي فينظر إلي بنظرة الرحيل ويأخذ الأمانة؟
هل سيدخل علي وأنا نائم على فراشي أم وأنا جالس مع أحبتي أم وأنا في طريقي أبحث عن رزقي؟ هل سأشم ريحا طيبة تطمئن قلبي؟ أم ريحا منتنة تنذر بسوء المصير والعياذ بالله؟
فالقرآن الكريم صور لنا هذه الحقيقة فقال الله تعالى
(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون)
وقال الله عز وجل
(حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون)
فالموت لا مفر منه ولا تأخير فيه إذا جاء أجله قال تعالى
(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
وجاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان
وأما العبد الكافر أو الفاجر فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب)
مع مراعاة بقية الحديث الشريف حتى يسأل العبد عن ثلاث
من ربك وما دينك وما الرجل المبعوث فيكم ؟
فأي مشهد هذا حين تتخيل لحظة خروج الروح
أهي لحظة طمأنينة وسكينة أم لحظة فزع وهلع أهو وجه حسن يقبل عليك أم مشهد مخيف لا يُحتمل لذلك كان السلف الصالح يخشون من سوء الخاتمة ويكثرون من الدعاء بحسن الختام اللهم اجعل خير أيامنا يوم نلقاك اللهم اجعل خروج أرواحنا خروجا طيبا واجعل قبورنا روضة من رياض الجنة
فتأمل أخي الكريم هذه اللحظة فإنها آتية لا ريب فيها
واحذر أن تغفل عن الاستعداد لها فإنها تأتي بغتة
فملك الموت لا يستأذن ولا ينتظر ولا يُمهل
فكن على طاعة وذكر واستقامة لعل الله يرزقك حسن الخاتمة
اللهم توفنا وأنت راض عنا
واجعل آخر كلامنا لا إله إلا الله محمد رسول الله
واجعلنا وءابانا وأمهاتنا وأزواچنا وذرياتنا وكل عزيز لدينا من أهل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب