الدكتورة مريم غبور.. من باحثة في اللاهوت المسيحي إلى داعية للإسلام

أماني إمام
تُعد الدكتورة مريم غبور واحدة من الشخصيات المثيرة للانتباه، ليس فقط لرحلتها الأكاديمية والدينية، بل لقوة تحوّلها الفكري والروحي من قمة العمل الكنسي إلى الدعوة الإسلامية، في واحدة من القصص التي تحمل في طياتها عمقًا إنسانيًا وفكريًا نادرًا.
خلفية أكاديمية ولاهوتية عميقة
حصلت مريم غبور على درجات علمية متقدمة في اللاهوت المسيحي، بما في ذلك الدكتوراه، وكانت تُدرّس مادة “إنجيل يوحنا” في كلية لاهوتية متخصصة، كما عملت في التبشير المسيحي. وعلى الرغم من رسوخها في هذا المجال، بدأت في طرح أسئلة وجودية عميقة عن العقيدة والحقائق الدينية، ما قادها إلى البحث في الإسلام.
بداية التحوّل
لم يكن تحول مريم للإسلام وليد لحظة، بل جاء بعد رحلة بحث طويلة بدأت بقراءة القرآن الكريم ومقارنة النصوص، إلى جانب محاولات للإجابة على أسئلة لم تجد لها تفسيرًا شافيًا في دراستها السابقة. ومع مرور الوقت، اقتنعت بقلبها وعقلها بالإسلام، وأعلنت إسلامها عن قناعة تامة.
من التبشير إلى الدعوة
بعد إسلامها، اختارت الدكتورة مريم أن تُسخّر علمها وخبرتها السابقة لخدمة الدين الجديد الذي آمنت به. أنشأت قناة على يوتيوب تحمل اسم “المولود أعمى”، تقدم من خلالها شهادتها، وتناقش الفروقات العقائدية بين الإسلام والمسيحية، وترد على التساؤلات المطروحة من المتابعين باحترام ووعي.
تحديات وصمود
لم تكن تجربتها خالية من الصعوبات، فقد واجهت انتقادات وضغوطًا من بعض الدوائر المحيطة، لكنّها تمسكت بإيمانها الجديد، مستندة إلى تجربتها العميقة ومعرفتها المتوازنة بالديانتين. وأكدت في لقاءات إعلامية أنها لم تجد السلام الداخلي إلا في الإسلام، وأن هدفها ليس الهجوم بل إيصال الحقيقة.
رسالة مستمرة
تمثل قصة مريم غبور نموذجًا حيًا لقوة البحث عن الحقيقة والصدق مع الذات. وهي اليوم مصدر إلهام لكثيرين حول العالم، لا سيما أولئك الذين يخوضون رحلة تساؤل ديني أو فكري، وتدعو دومًا إلى الحوار البنّاء والتفاهم بين الأديان دون تعصّب أو إقصاء.