رسائلي إليك

سامح بسيوني
يا طير يا زاجل، ارسل مراسيلي
إلى صلاح القلوب وفؤاد العبير، وذكره بحنين الشوق ولوعة العاشقين.
وقل له لقد ضاع القدس مرة ثانية، وانشغل الرجال وراء سراب لا يرتوي منه الظمٱن، وتواروا كسوفًا واراء الحجاب؛ تخشي الحِمام وخافت من الموت وتعلقت بالحياة.
أخبره بأن الأمم تكالبت علينا من كل حدب وصوب؛ يأكلون من قصعتها ويقتلون أبناءها ويستحيون نساءها وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم.
ألح عليه بالرجوع لعله يوقظ الرجال من ثبات عميق، وأخبره بأنهم سكنوا الكهوف رهبة، وخوفًا من الأعداء ولو قاتلوهم
يولون الأدبار ثم لا ينصرون.
أخبره بأني صرخت فيهم صرخات الأنين، وفيها من تقطيع القلوب وموعظة لأولي العقول وتذكرة للمتقين، لكن لا مستجيب وكأنهم لا يسمعون فهم كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون.
فأصبحت في حيرة من أمري بعدما مُزق قلبي واُستشهد ولدي وزوجي وأخي وأصبحت كالخنساء ترثي صخرًا من الشدة الفراق وحزن السنين.
فهل من أمل يا صلاح؟! أن تعيد لنا ذكريات حطين وتعلمهم بأن الأمة استيقظت بعد غياب طويل؛ راجعة بقوة الإيمان وعزم من الله المتين مؤمنة بقول ربها المنزه عن الشطط بأن النصر لصابرين الصامدين على الحق المبين.
يا صلاح، أراك من بعيد على فرسك الأشهب؛ تحمل شعلة النصر المبين، تعود لنا أمجاد اندثرت مع السنين وغربت كغروب الحق الأمين.
ومن خلفك قطز، يذكرهم بعين جالوت فكانت مصر مقبرة الطغاة المتجبرين.
وعقبة يحمل سيف ابن خالته فاتح مصر الأمين، يحطم به طواغيت الظلم وعجاف السنين، وسيف الله المسلول يقف؛ شامخًا على فرسه يذكرهم بالفاروق عمر العادل، وهو يستلم مفاتيح القدس في شموخ ورفعة كجبل راسخ عبر السنين.
ولكني أنا الأم المكلومة، استيقظت من حلمي على طائرات العدو تدك بلا رحمة أو دين، لا ترحم طفلا ولا عجوزا في العابرين.
ولكني صامدة كراواسي الجبال العاتية، ولن تزحزحنا قذائف المتكبربن، أقول لهم أنا الموت لا أخشي منه وأنا السيف الباتر للظالمين، أنا الثابت على الحق رغم الخائنين والقاعدين أنا هنا حتى النصر أو الشهادة لله رب العالمين.