ديني

سيناء بوابة السماء ومهد الرسالات

د/ حمدان محمد

حين تطأ قدمك رمال سيناء فأنت لا تمر بأرض عادية بل تمر ببقعة باركها الله ومسرى أنبيائه وشاهد خالد على تجليات ربانية لا مثيل لها في الأرض إنها سيناء أرض الوحي وميدان الرسالات ومعبر الأنبياء ومسرح الكرامات والبطولات ففي سيناء كلم الله نبيه موسى عليه السلام وتجلى له على جبل الطور حيث قال الله عز وجل( إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى) وقال تعالى( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا)
فهذه ليست مجرد آيات بل شواهد تاريخية موثقة تخلد قدسية هذه الأرض المباركة التي وطئتها أقدام الأنبياء ونزل فيها الوحي وتجلى فيها الجلال الإلهي فعلى أرض سيناء مرت السيدة مريم العذراء وابنها نبي الله عيسى عليه السلام قاصدين أرض مصر فارين من بطش الملوك فكانت سيناء ممر العفة وممشى البركة ومسار الرحمة لتسطر صفحة جديدة في كتاب الطهر والنبوة فقد لا يدرك البعض عظمة سيناء جغرافيا لكنها تعادل أربعة أضعاف مساحة دولة الكويت
وستة أضعاف مساحة لبنان وقطر
وثلاث مرات مساحة فلسطين التاريخية وثماني مرات مساحة البحرين
وتكاد توازي مساحة الإمارات وتقل عن مساحة الأردن بنحو ثمانية عشر ألف كيلومتر مربع
فسيناء ليست فراغا على الخريطة بل إمبراطورية جغرافية قائمة بذاتها ذات موقع استراتيجي لا يقدر بثمن فهي كنز من التراث والطبيعة
وتضم سيناء عشرات المواقع السياحية والدينية من دير سانت كاترين إلى جبل موسى ومن شواطئ طابا ونويبع إلى محمية رأس محمد كما تحتضن تراثا بدويا عريقا وتنوعا ثقافيا وإنسانيا فريدا يجعل منها لوحة فسيفسائية نادرة
وفي التاريخ الإسلامي ارتبطت سيناء بطريق الحج الشامي وكانت معبر القوافل والغزوات وممر الجيوش التي رفعت راية الإسلام وعلى ترابها مر الصحابة والتابعون وكانت بوابة دخول الإسلام إلى مصر فسطروا بدمائهم أولى صفحات الفتح المبارك
وليست سيناء مجرد حدود جغرافية بل هي جزء من عقيدة الوطن فيها سالت دماء الشهداء وارتفعت رايات النصر وتجلى الصبر والثبات في وجه العدو من حرب أكتوبر المجيدة إلى معارك التنمية والبناء واليوم تظل سيناء رمزا للتحدي والصمود واليوم لا تقل معركة البناء في سيناء أهمية عن معارك التحرير فالمشروعات التنموية العملاقة من أنفاق ربطها بالدلتا إلى المدن الجديدة والمزارع والطرق دليل على أن هذه الأرض لم ولن تنسى وتضع الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي سيناء على رأس أولوياتها لأنها تمثل الأمان القومي والبعد الاستراتيجي والثروة الواعدة فعلى كل مصري أن يعلم أن سيناء ليست مجرد اسم في كتاب الجغرافيا بل هي جزء من هويته ودينه وتاريخه إنها الأرض التي كلم الله فيها نبي الله موسى وسار على ترابها عيسى وتطهرت بدماء الشهداء وستظل بإذن الله أرضا مباركة محفوظة بعين الله وحب المصريين
حفظ الله مصر وسيناء وشعبها وجيشها ورئيسها وأدام عليها نعمة الأمن والإيمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى