احذر عدوك

د.ابراهيم عوض
لو اجتمعت البشرية جمعاء ليغلبوه، ما استطاعوا، إلا بإذن الله جل في علاه.
لا تؤثر فيه قنابلُ ذرية، ولا أسلحة نووية، بل لو جُمعت أسلحة العالم الحديثة، الثقيلة منها والخفيفة، ثم رُميَ بها، لَما غلبته.
•إنه عدو البشرية، ومُهلِك الإنسانية؛ إنه إبليس عليه اللعنات من رب البرية: (الشيطان، إبليس، الوسواس، الخناس، الملعون، الرجيم، المطرود من رحمة الله تعالى، الداعي إلى الضلال، الداعي إلى الجحيم).
ذلكم العدو الخطير الذي نَصَبَ عداوته لجميع جنس الإنسان؛ فهو يتربص بالإنسان ليلَ نهارَ، في السفر والحضر، وفي السر والعلن، وفي الصحة والمرض، وفي الصغر والكبر، وفي الغِنى والفقر، وفي الْمَنْشَطِ والْمَكْره؛ هذا إذا كان الإنسان غافلاً عن ذكر ربه سبحانه وتعالى.
وترجع خطورته أننا لا نراه بأعيننا، ومع ذلك فهو يرانا؛ كما قال الله تعالى :﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ الأعراف: 27.
وسلاحه الذي يحارب به من أخطر الأسلحة وأفتكها؛ وهو سلاح الوسوسة والتزيين، ومع ذلك فهو ضعيف أمام أهل الإيمان والطاعات والذكر؛ قال الله تعالى :﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ النساء: 76.
الشيطان :﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ النساء: 76، والضعيفان إذا اقتتلا. قال ابن الجوزي رحمه الله: “سمَّى الله الإنسان ضعيفًا، وقال عن كيد ولم يكن لواحد منهما مُعينٌ، لم يظفَرْ بصاحبه، فأمَرَ الله الإنسانَ الضعيف أن يستعين بالرب اللطيف من كيد الشيطان الضعيف؛ ليعصمه منه، ويعينه عليه.”
وبدأت قصة العداوة عندما خلق الله تعالى آدم عليه السلام، وأمر الملائكة بالسجود له؛ قال الله تعالى :﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ.