الهند وباكستان والتوترات المتزايدة: نحو مصير مجهول

د/ حمدان محمد
في ظل التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان، شهدنا تحذيرًا غير مسبوق من قبل الحكومة الهندية لرعايا باكستانيين في الهند بمغادرة البلاد في الساعات القادمة، مما يفتح المجال لأسئلة عديدة حول ما قد يحمله المستقبل من تصعيد بين البلدين النوويين. التحذير الهندي يثير الكثير من القلق في أوساط المجتمع الدولي، ويضع الجميع أمام واقع صعب قد يتجاوز الحدود السياسية والجغرافية ليؤثر في أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره
فالهند التي تمثل واحدة من القوى العظمى في آسيا قد تؤدي تهديداتها إلى مزيد من الاحتقان في المنطقة
في حين أن باكستان، التي تتمتع أيضًا بقدرات نووية، لا تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه التصعيدات. ما يزيد الأمور تعقيدًا هو أن الوضع أصبح أكثر حساسية مع قرب الوصول إلى نقطة اللاعودة بين الجارتين اللتين لا تزال بينهما أزمات مزمنة تتعلق بكشمير وغيرها من القضايا العالقة وهذا التصعيد يعيدنا إلى سؤال خطير حول كيف يمكن للعالم أن يتعامل مع هذه الأزمة التي قد تفتح الأبواب أمام ما لا تحمد عقباه قد يضطر البعض من المواطنين الباكستانيين إلى مغادرة الهند حفاظًا على حياتهم، وقد نشهد حركة لاجئين تتوجه إلى الدول المجاورة بما فيها مصر التي قد تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفارين من جحيم هذه المواجهات العسكرية المحتملة فإن القلق العالمي حول الأسلحة النووية يزداد مع كل خطوة نحو التصعيد فكلما اقتربت الأطراف من المواجهة المباشرة كلما ارتفع احتمال استخدام هذه الأسلحة المدمرة التي لن تقتصر آثارها على الهند وباكستان فقط بل ستتجاوز ذلك لتطال جميع أرجاء الأرض فعلينا أن ندرك أن الحوار هو الطريق الوحيد لتجنب الدمار الشامل وأنه لا يمكن للعنف أن يكون هو الحل في قضية ممتدة منذ عقود الأمل الوحيد يكمن في أن تكون هناك جهود دولية مكثفة للضغط على كلا الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل يضمن السلم والاستقرار في المنطقة وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نتمنى السلامة للشعبين الهندي والباكستاني وأن يحفظ الله العالم كله من أهوال الحروب النووية.