ديني

جمال الفواكه في خلق الله وذكرها في كلامه الكريم

أحمد حسني القاضي

تُعَدّ الفواكه من أعظم نعم الله على الإنسان، بما تحمله من ألوانٍ زاهية، وطعومٍ لذيذة، وفوائدَ صحيةٍ عظيمة. فهي ليست مجرد طعام، بل هي رمزٌ للجمال، والدقة في الخلق، والتوازن في التكوين. وقد امتنَّ الله تعالى بها على عباده، وجعلها من مظاهر رحمته ورزقه.

ولم يكن من الغريب أن يرد ذكر الفواكه في القرآن الكريم في مواضع متعددة، دلالةً على عظمتها ومكانتها في منظومة النعم الإلهية. قال الله تعالى: “فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ” [الرحمن: 52]، في وصف نعيم الجنة، ليبيّن للإنسان ما أعدّه له من لذائذ لا تنقطع. كما قال تعالى: “وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ” [عبس: 31-32]، إشارة إلى أنها رزق مشترك بين الإنسان وسائر المخلوقات، ما يعكس التوازن في الكون والعدالة في التوزيع.

الفاكهة، إذن، ليست فقط متعةً للحواس، بل هي آية من آيات الخلق، تذكّر الإنسان بقدرة الله وبديع صنعه. من حبة الرمان المتراصة بذورها بإتقان، إلى حلاوة التمر وتنوع ألوان العنب والتفاح والموز، نجد في كل نوع من الفواكه لمسة من الجمال الإلهي وإبداع التصميم.

إن تأملنا في الفواكه يقودنا إلى التفكر في نعم الله التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ويحثنا على الشكر، كما قال تعالى: “فَكُلُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَاشْكُرُوا لَهُ” [النحل: 114].

وفي كل مرة نأكل فيها ثمرة فاكهة، فلنجعلها لحظة تأمل وامتنان، نستشعر فيها حب الخالق لعباده، ونسعى لأن نكون من عباده الشاكرين.
الحمد لله على نعم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى