ديني

واصلحوا ذات بينكم:دعوة إلى السلام المجتمعي

محمد غريب الشهاوي

قال الله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ” [الأنفال: 1]، وهي آية عظيمة تحمل في طياتها دعوة صريحة للإصلاح، والتسامح، ونبذ الخلاف بين المسلمين. فإصلاح ذات البين ليس مجرد خُلق كريم، بل عبادة جليلة، وأحد ركائز بناء المجتمع المتماسك الذي يسوده التفاهم والوئام.

الخلاف بين الناس أمر طبيعي؛ فلكل إنسان طبيعته وآراؤه وتجربته، لكن الخطورة تكمن في ترك الخلاف يتفاقم ويزرع الشقاق. وهنا تتجلى أهمية الإصلاح، ليس فقط في السعي إلى إنهاء النزاع، بل في ترسيخ ثقافة العفو، والتغاضي، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية.

وقد عدّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم إصلاح ذات البين من أعظم الأعمال، فقال:

“ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟” قالوا: بلى يا رسول الله. قال: “إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة.”

والإصلاح لا يقع على عاتق طرفي النزاع فحسب، بل هو مسؤولية جماعية، تبدأ بالحكماء وذوي الرأي وأصحاب التأثير في المجتمع، الذين يمكنهم تقريب وجهات النظر، وتهدئة النفوس، وجمع الكلمة.

وفي زمن كثرت فيه النزاعات، وازدادت حدة الخلافات لأسباب تافهة، نحن أحوج ما نكون اليوم إلى إحياء هذه القيمة القرآنية العظيمة: أن نُصلِح، ونُصلَح، ونُعلّم أبناءنا أن التسامح والمودة هما أساس القوة لا الضعف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى