قصة طريفة – اختراع رقائق البطاطس

د/حسين السيد عطيه
رقائق البطاطس أو “الشيبس” كما تُعرف في بعض البلدان العربية، التي انتشرت بشكل واسع جدا رغم الإجماع على ضرورة التقليل من استهلاكها، إذ لا تعد خيارًا صحيًا ولا ينصح بها غالبية الاطباء.
وتُصنع رقائق البطاطس من شرائح البطاطس الرقيقة التي تُقلى غالبا أو تُخبز حتى تصبح مقرمشة، ثم تُنكه بالملح أو مجموعة متنوعة من النكهات الأخرى.
وتشير التقديرات إلى أن سوق رقائق البطاطس العالمي يقدر بمليارات الدولارات، ويشهد نموًا سنويًا ملحوظًا. حيث انه حسب بعض التقديرات”من المتوقع أن تبلغ إيرادات سوق رقائق البطاطس 52.86 مليار دولار أميركي في عام 2025. ومن المتوقع أن ينمو السوق سنويًا بنسبة 6.22%.
لكن متى اكتشفت رقائق ومن هو أول من حضّر هذه الوجبة وفي أي بلد؟
غضب طباخ أنتج وصفة شهيرة
وهي القصة الأكثر شيوعًا لأصل رقائق البطاطس بمطعم “مون ليك هاوس”، وهو مطعم شهير في منتجع ساراتوغا سبرينغز بولاية نيويورك الأميركية، وتقول القصة إنه “في أحد أيام عام 1853، كان كورنيليوس فاندربيلت، عملاق الشحن والسكك الحديدية، يتناول طعامه في مطعم “مونز ليك هاوس”. خاب أمله بالبطاطس المقلية التي قُدّمت له، فأعادها إلى المطبخ أكثر من مرة لانها طرية أكثر من اللازم أو بلا طعم وغيرها من الحجج، طالبًا المزيد من الشرائح الرقيقة. استاء جورج كروم، وهو طاهٍ شهير أميركي أسود، من هذا الطلب، وبرغبةٍ مُلحافي الانتقام من الزبون قطّع بعض البطاطس إلى شرائح رقيقة قدر استطاعته، وقام بقليها حتى أصبحت مقرمشة، وقم برش كمية كبيرة من الملح عليها ثم قدّمها الي فاندربيلت. ولدهشة كروم، أحبّها فاندربيلت، وهكذا وُلدت رقائق البطاطس، ثم اختلفت الآراء وتضاربت الأقاويل حول أول من اكتشف رقائق البطاطس فعند وفاة شقيقته كاثرين أدكنز ويكس، البالغة من العمر 103 أعوام، قيل أنها ” مخترعة رقائق البطاطس”.
حيث عملت كاترين ويكس، شقيقة كروم، معه في المطبخ، وكانت تُعرف بين الناس باسم العمة كيت أو العمة كاتي. وفي إحدى نسخ قصة المطعم الساخط، هي، وليس كروم، من قطّعت البطاطس لشرائح رقيقةً كالورقة في لحظة غضب، وأسقطت كيت وهي أخت كروم شريحة رقيقة من البطاطس بالخطأ في قدر من الدهن المغلي أثناء تقشيرها البطاطس، واستعادتها بشوكة، وشعرت بلحظة اكتشاف.
ويبدو أنه نظرًا لانتشار البطاطس، وهي غذاء أساسي منذ زمن طويل في جميع أنحاء العالم – فمن المرجح أن رقائق البطاطس قد اخترعها وأعاد اختراعها عدد لا يُحصى من الطهاة، ربما على مدى قرون.
وقد بذلت مدينة ساراتوغا جهدًا كبيرًا لنشر الوصفة. ولسنوات، عُرفت رقائق البطاطس باسم رقائق ساراتوغا، ولا تزال تُباع بهذا الاسم حتى اليوم.
وكانت رقائق البطاطس المقلية الطازجة تُصنع يدويًا وتوزع في ما يشبة براميل صغيرة للمحلات وتباع يدويا فكانت تفسد وتصبح طرية وغير مرغوبة حتي تم التوصل الي اختراع أكياس ورقية شمعية كانت تقفل بالحرارة.
ومع مرور الوقت تطورت أساليب وطرق التعبئة والتغليف مما ساعد علي الانتشار الرهيب لها و أصبحت رقائق البطاطس وجبة عالمية، وأصبحت صناعة رقائق البطاطس تُشكّل صناعةً بقيمة تزيد عن 10 مليارات دولار في الولايات المتحدةوحدها.