“همسة حب عبر الأسلاك”

كتب / عادل النمر
عندما نرفع سماعة الهاتف ونقول “ألو”، قد لا يخطر ببالنا أن لهذه الكلمة قصة مثيرة تعود إلى الأيام الأولى لاختراع الهاتف. الكلمة “Hello” باللغة الإنجليزية أصبحت التحية العالمية التي تفتتح بها المكالمات الهاتفية، لكن ما أصلها؟ وهل تحمل خلفها قصة حب كما يشاع؟
وفقًا لبعض الروايات المتداولة، يُقال إن “Hello” لم تكن في الأصل تحية، بل اسم امرأة تُدعى “مارغريت هيللو”، حبيبة مخترع الهاتف ألكسندر غراهام بيل. وتضيف هذه القصة أن بيل نطق باسمها في أول مكالمة هاتفية أجراها، ومنذ ذلك الحين انتشرت الكلمة كافتتاحية لأي مكالمة هاتفية حول العالم.
ويزعم البعض أن بيل، المُخترع العبقري، لم يخلّد اسمه فقط من خلال اختراعه الثوري، بل خلد أيضًا اسم حبيبته، ليظل يتردد على كل لسان عبر الأزمان. وهكذا، تصبح “Hello” أكثر من مجرد كلمة؛ تصبح رمزًا لحب أبدي، ورسالة غير مباشرة من رجل أحبّ بصدق.
لكن الحقيقة التاريخية تختلف قليلاً عن هذه الرواية الرومانسية. فبحسب السجلات، فإن أول كلمة نُطقت عبر الهاتف كانت في الواقع “Mr. Watson, come here, I want to see you” – أي “يا سيد واتسون، تعال إلى هنا، أريد أن أراك”. أما كلمة “Hello”، فقد شجّع توماس إديسون على استخدامها لاحقًا كتحية مناسبة للمكالمات الهاتفية، لسهولة سماعها وفهمها.
ورغم أن قصة “مارغريت هيللو” تفتقر إلى التوثيق التاريخي الدقيق، فإن انتشارها يعكس شغف الناس بربط التكنولوجيا بالمشاعر الإنسانية، وربما يفسر ذلك استمرار تداولها حتى اليوم.
فهل كانت “Hello” تحية تقنية بحتة أم همسة حب عابرة للأسلاك؟ في كلتا الحالتين، تبقى هذه الكلمة الصغيرة شاهدًا على بدايات عصر جديد من التواصل، يجمع بين العبقرية والإنسانية.