سعداوي راغب ضيف الله.. فارس البرلمان الذي ترجّل بصمت

بقلم /حموده امين حسين
في لحظة فارقة من عمر الحياة النيابية في مصر، رحل عن عالمنا النائب سعداوي راغب ضيف الله، أحد أبرز وأقدم أعضاء البرلمان عن محافظة الإسكندرية، تاركًا خلفه سيرة ناصعة ومسيرة حافلة بالعطاء والولاء للوطن.
ينتمي الفقيد إلى عائلة “ضيف الله” العريقة بمنطقة العامرية، وهي من العائلات التي ارتبط اسمها بالعمل العام والخدمة السياسية والاجتماعية لسنوات طويلة. وقد برز سعداوي راغب ضيف الله كنائب مخلص لأبناء دائرته، حيث حمل همومهم إلى قبة البرلمان، وحرص على أن يكون صوتهم الحقيقي تحت قبة التشريع.
مسيرة حافلة
تولى النائب الراحل مقعده البرلماني لعدة دورات، متنقلاً بين مجلسي الشعب والشورى، ثم مجلس النواب في نسخته الحديثة، وكان عضوًا نشطًا في لجنة الشؤون الإفريقية. اتسم أداؤه بالهدوء والعمل في صمت، فكان من أولئك الذين يُنجزون بعيدًا عن الأضواء، لكنهم يتركون بصمات لا تُنسى في ملفات التنمية المحلية والدبلوماسية البرلمانية.
خدمة بلا ضجيج
تميّز النائب سعداوي ضيف الله بعلاقته القوية مع أبناء العامرية ومرغم، حيث لم يتأخر يومًا عن مساعدة محتاج أو الوقوف إلى جانب صاحب مظلمة، فجمع بين السياسة والعمل الخيري، وكان بيته مفتوحًا للجميع، ومكتبه البرلماني منبرًا لخدمة الناس بلا تمييز.
وداع مؤثر
في 14 أبريل 2025، أسدل الستار على مسيرة النائب المخضرم، بعد صراع مع المرض، وسط حزن واسع عم أرجاء محافظة الإسكندرية. وقد شُيّعت جنازته من مسجد راغب بمنطقة مرغم، في حضور حاشد من الأهالي، وقيادات محلية، ونواب برلمانيين، ليودعه الجميع بقلوب مفعمة بالحزن والتقدير.
تكريم رسمي
نعاه مجلس النواب في جلسته العامة، ووقف الأعضاء دقيقة حداد على روحه. كما نعاه العديد من رموز الحياة السياسية والإعلامية، بينهم النائب مصطفى بكري والنائب محمد أبو العينين، وكيل المجلس والنائب ابو العباس ترك والنائب عبد الفتاح محمد ومحافظ الإسكندرية الفريق احمد خالد ورئيس مجلس النواب وايضآ رئيس مجلس الشورى وعدد كبير من رجال الدولة. مؤكدين أن الراحل كان مثالًا يحتذى به في الانضباط الوطني والعمل البرلماني النزيه.
إرث مستمر
لم يرحل سعداوي راغب ضيف الله دون أن يترك إرثًا يمتد. فقد تم تصعيد نجل شقيقه، سامي عزوز راغب ضيف الله، لملء المقعد الشاغر، في استمرار لعائلة برلمانية لطالما ارتبط اسمها بالعطاء العام.
رحل “رجل البرلمان الهادئ”، لكن ذكراه ستبقى خالدة في قلوب أبناء الإسكندرية، وفي صفحات التاريخ البرلماني المصري، كأحد أنبل رجالاته.