ديني

رمضان ينتصف… فهل أدركنا قيمته؟

د/حمدان محمد
ها قد وصلنا إلى منتصف رمضان، وكأن الأيام تتسابق، فبالأمس كنا نترقب هلاله، واليوم نحن في منتصفه، وغدًا نودّعه! فهل أدركنا عظمة هذه الأيام المباركة؟ وهل اغتنمناها حق الاغتنام؟
فرمضان مدرسة لترويض النفوس وتطهير القلوب، وهو فرصة نادرة لمن أراد الفوز برضوان الله. قال رسول الله ﷺ: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه). فمن لم يجاهد نفسه في هذا الشهر المبارك، فمتى سيفعل؟ ومن لم يستثمر ساعاته في القربات، فمتى سيقترب؟
وإن النفوس ميّالة للكسل والراحة، والشهوات تحيط بها من كل جانب، لكن العاقل من يغلب هواه، ويجتهد في الطاعة، ويستغل كل لحظة من رمضان، فليس كل عام يُدرك، وليس كل حي يُمهل.
فرمضان شهر الطاعات، لكن هناك من يتربص ليخطف بركته من قلوبنا، ويسرق أوقاتنا في غير منفعة. هؤلاء هم “لصوص رمضان”، ومنهم:
1. شياطين الشاشات: الذين يقدمون لنا الفساد في قوالب جذابة، فيسلبون منا لحظات ثمينة كان يمكن أن تُستغل في ذكر الله أو تلاوة القرآن.
2. وسائل التواصل الاجتماعي: التي قد تسرق منا الساعات في التصفح والتعليقات والجدالات العقيمة، فتضيع الأوقات دون فائدة.
3. المجالس الفارغة: كثرة الحديث عن الدنيا والناس، وإهدار الأوقات في القيل والقال، مما يحرمنا من نفحات هذا الشهر المبارك.
4. التسويف والتكاسل: حيث يركن البعض إلى تأجيل الأعمال الصالحة، فيؤجل الصلاة، ويهمل القيام، ويضيع الساعات، حتى ينقضي رمضان ولم يحصد منه إلا الجوع والعطش.
ولكن ما زال هناك متسع، فالأيام القادمة هي الأهم، والعبرة بالخواتيم. فلا تضيعوا ما تبقى من رمضان، وأحسنوا الاستعداد للعشر الأواخر، ففيها ليلة هي خير من ألف شهر. فلنجعلها أيامًا مليئة بالطاعات، ولنتفرغ للقرآن والذكر والقيام والدعاء.
اللهم اجعلنا من المقبولين في هذا الشهر المبارك، واغفر لنا ذنوبنا، وأعتق رقابنا من النار،ورقاب ءاباءنا وأمهاتنا وأزواچنا وذرياتنا وكل عزيز لدينا وبلغنا ليلة القدر، وأعنا على طاعتك وذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى