ديني

المرأة في الإسلام.. ملكة متوجة وتاج على رؤوس النساء

د/ حمدان محمد

جعل الإسلام للمرأة مكانة رفيعة ومنزلة عظيمة لم تبلغها في أي حضارة من الحضارات السابقة أو اللاحقة فقد كانت في الجاهلية مهمشة وتدفن حية فجاء الإسلام لينقذها من ظلمات الجهل والظلم إلى نور الكرامة والعزة فالمرأة في الإسلام ليست مجرد رقم في المجتمع بل هي لبنة أساسية في بناء الأمة ومربية الأجيال وصانعة الأبطال جعلها الإسلام ملكة متوجة في بيتها وأما مكرمة والجنة تحت قدمها وزوجة مصونة وابنة معززة وأعطاها الإسلام الحق في التعليم والعمل والميراث والتملك والبيع والشراء واختيار الزوج ورفع عنها الظلم والاستبداد وأمر الرجال بحسن عشرتها فقال الله تعالى( وعاشروهن بالمعروف )وجعل النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس هو خيرهم لأهله فقال صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)

وقد كرم الإسلام الأم ورفع من شأنها فجعل الجنة تحت قدميها وقدم برها على بر الأب ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل من أحق الناس بحسن صحابتي قال (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك)

ولم يجبر الإسلام المرأة على عمل يرهقها أو مسؤولية تضعفها بل راعى فطرتها وكرامتها ومنحها ما يناسب طبيعتها فجعل لها القوامة في بيتها والقرار في دارها لا تهينها كلمات ولا تستعبدها أنظمة بل تعيش مكرمة عزيزة مرفوعة الرأس وهي في الإسلام ليست وسيلة إغراء ولا سلعة تجارية بل هي جوهرة مصونة ولؤلؤة مكنونة وسيدة مهيبة تاج على رؤوس النساء لا تقارن مكانتها بما يروج له دعاة التغريب ممن يريدون إخراجها من عزها بدعوى الحرية وهي في الحقيقة عبودية من نوع آخر

وقد طالعنا مؤخرًا بعض الأصوات الإعلامية التي قارنت بين حال المرأة في الإسلام وغيره وادعى البعض أن المرأة في مجتمعاتنا المسلمة أقل شأنا والرد على هذا الادعاء يكون بالرجوع إلى النصوص لا إلى سلوكيات بعض الأفراد الذين لم يطبقوا تعاليم شريعتهم فليس الخطأ في الشريعة وإنما في التطبيق فالمرأة في الإسلام موقرة محترمة تقف بجوار الرجل لا خلفه لها شخصيتها واستقلالها ولها الحق في المشاركة المجتمعية والخيرية دون أن ينتقص من حيائها أو يُفرض عليها ما لا يليق بها فالمرأة في الإسلام

إنها الملكة في بيتها

والتاج في مجتمعها

والعزة في دينها

فطوبى لمن تمسكت بدينها واعتزت بحجابها وسارت على نهج سيدتها خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن

والمرأة إن كانت أما أحسنت التربية وغرست القيم والمبادئ في أولادها وإن كانت زوجة أعانت زوجها وساندته في السراء والضراء وإن كانت ابنة أدخلت السرور على أهلها وبرّت بوالديها فهي في كل حال لب المجتمع وروحه وإن صلحت صلح العالم كله وإن فسدت كما يريد أهل التبرج والسفور فسيفسد العالم كله

وما نراه اليوم من مظاهر الزنا والانحراف والاعتداء على الأعراض غالبًا ما يبدأ من تبرج المرأة وإظهار مفاتنها وزينتها في غير موضعها المشروع وكلما بَعُدت عن الحياء والحجاب كلما فتحت أبواب الفتنة والضياع أما الإسلام فقد أمر المرأة بالتستر والحجاب صيانة لها وحماية لمكانتها وكرامتها وحفظًا للمجتمع من الفساد والانهيار وكما أمر الإسلام المرأة بالحجاب أمر الرجل كذلك بغض البصر فقال الله تعالى( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )فالأمر ليس موجها للمرأة وحدها بل على الرجل مسؤولية أعظم في حفظ بصره وتهذيب نفسه وعدم تتبع عورات الناس فكما أن في التبرج فتنة فإن في إطلاق البصر فسادا والأمة لا تستقيم إلا بصلاح الطرفين رجالا ونساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى