أهم مبادئ الطب العربي القديم

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
الطب العربي القديم هو مجموعة المعارف والممارسات الطبية التي تطورت في العالم العربي والإسلامي خلال العصور الوسطى، مستندة إلى أسس يونانية ورومانية وهندية وفارسية، بالإضافة إلى إضافات واكتشافات علماء المسلمين. لم يكن مجرد نقل للمعرفة القديمة، بل شهد تطورًا وابتكارًا كبيرين في مجالات التشخيص والعلاج والصيدلة والجراحة.
أهم مبادئ الطب العربي القديم
نظرية الأخلاط الأربعة: استند الطب العربي بشكل كبير إلى نظرية الأخلاط الأربعة (الدم، البلغم، الصفراء، السوداء)، والتي تعتبر أساس الصحة والمرض. وكان العلاج يهدف إلى استعادة التوازن بين هذه الأخلاط.
التشخيص الشامل: لم يقتصر التشخيص على الأعراض الظاهرة، بل شمل فحص البول والنبض، بالإضافة إلى الاهتمام بالحالة النفسية والاجتماعية للمريض.
التجربة والملاحظة: اعتمد الأطباء العرب على الملاحظة الدقيقة والتجربة في تطوير علاجات جديدة وتقييم فعاليتها.
الجمع بين الطب والفلسفة: كان يُنظر إلى الطب كفرع من فروع الفلسفة الطبيعية، مما أضفى عليه طابعًا شموليًا.
أهمية الغذاء والدواء: أولى الأطباء العرب اهتمامًا كبيرًا بالتغذية ودورها في الوقاية والعلاج، بالإضافة إلى استخدام الأدوية المستخلصة من النباتات والمعادن والحيوانات.
طرق العلاج في الطب العربي القديم
تنوعت طرق العلاج في الطب العربي القديم وشملت:
العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية: كان هذا النوع من العلاج واسع الانتشار، حيث استخدمت العديد من النباتات لعلاج مختلف الأمراض بناءً على خواصها الطبية المعروفة.
الحجامة والفصد: استخدمت الحجامة (إخراج الدم الفاسد) والفصد (فتح الأوردة لإخراج الدم) لتنقية الجسم من الأخلاط الضارة وتخفيف الاحتقان.
الكَيّ: استخدم الكيّ بالنار لعلاج بعض الحالات المستعصية ووقف النزيف.
الحمية والتغذية: كان تعديل النظام الغذائي جزءًا أساسيًا من العلاج، حيث كان يُنصح المرضى بتناول أطعمة معينة وتجنب أخرى.
الراحة والاسترخاء: كان يُنظر إلى الراحة الجسدية والنفسية كعوامل مهمة في عملية الشفاء.
الجراحة: تطورت الجراحة في العصر الذهبي للإسلام، وقام الجراحون العرب بإجراء عمليات دقيقة في مختلف أجزاء الجسم.
العلاج النفسي: على الرغم من أنه لم يكن بنفس المفهوم الحديث، إلا أن الأطباء العرب أدركوا أهمية الحالة النفسية للمريض وقدموا النصح والدعم النفسي.
الروائح والعطور: استخدمت بعض الروائح والعطور لأغراض علاجية وتهدئة الأعصاب.
أشهر علماء الطب العربي القديم
برز العديد من العلماء والأطباء في تاريخ الطب العربي القديم، منهم:
أبو بكر الرازي: يعتبر من أعظم أطباء الإسلام، وله مؤلفات شهيرة مثل “الحاوي في الطب” و “الطب المنصوري”. وهو أول من وصف بدقة مرضَي الحصبة والجدري.
ابن سينا: عرف في الغرب باسم “أفيسينا”، وكان طبيبًا وفيلسوفًا وعالمًا موسوعيًا. كتابه “القانون في الطب” ظل مرجعًا طبيًا أساسيًا لعدة قرون في الشرق والغرب.
أبو القاسم الزهراوي: يعتبر “أبو الجراحة الحديثة”، وله كتاب “التصريف لمن عجز عن التأليف” الذي وصف فيه العديد من العمليات الجراحية والأدوات الجراحية.
ابن النفيس: اكتشف الدورة الدموية الصغرى.
ابن الهيثم: ساهم في مجال طب العيون.
لقد ترك الطب العربي القديم إرثًا غنيًا وأثرًا كبيرًا على تطور الطب في العالم، ولا تزال بعض ممارساته مستخدمة حتى اليوم في الطب البديل والتكميلي.