سي السيد والجيم.. حينما تحوّل “الكرش” إلى قضية أمن قومي!

بقلم / السيد عيد
كان سي السيد يعيش في سلام، مستمتعًا بحياته المعتادة بين القهوة، والكنافة، ومتابعة الأحداث السياسية من كرسيه الوثير، لولا تلك اللحظة المشؤومة التي وقفت فيها أمينة أمامه، عقدت ذراعيها، وتأملته من رأسه حتى بطنه، ثم قالت بحسم:
“بصراحة… لازم تعمل دايت!”
ارتجّ كيان سي السيد! نظر خلفه ليتأكد أنها لا تخاطب شخصًا آخر، ثم قال مدافعًا عن كرامته:
“هو أنا تخنت؟! ده كرش وجاهة يا أمينة!”
لكنها لم تترك له فرصة للمناورة، وضربته بالضربة القاضية:
“وجاهة إيه؟ بطنك شكلها بقت عضو منتسب في مجلس إدارة السفنجة!”
وهكذا، وجد نفسه مدفوعًا قسرًا نحو معركة لم يخضها من قبل… الجيم!
دخل سي السيد الجيم متأبطًا فنجان شاي – لأنه لا يبدأ يومه إلا به – لكن ما إن تخطى العتبة، حتى كاد الفنجان يسقط من يده!
رجال بعضلات تفوق عضلات أبطال الإغريق، أصوات حديد يتصادم كأنه معركة حربية، ومدرب مفتول العضلات يصرخ في أحد المشتركين:
“شد عضلات بطنك يا وحش!”
أما سي السيد، فنظر إلى بطنه نظرة وداع، ثم استدار ليهرب. لكنه قبل أن يتمكن من تنفيذ خطته، ظهر المدرب أمامه وكأنه مبعوث العناية الإلهية لمعاقبته!
“جديد عندنا يا كابتن؟”
حاول سي السيد التظاهر بالخبرة، فرد بصوت مرتجف:
“آه طبعًا! أنا كنت بلعب جيم أيام الشباب… بس كنت بتمرّن في السر!”
رمقه المدرب بنظرة عميقة، ثم قال ضاحكًا:
“واضح، لأن جسمك مخبّي أثر التمارين كويس جدًا!”
بدأ المدرب تدريبه على شيء بسيط: المشاية الكهربائية. بدا الأمر سهلاً في البداية، لكن ما إن ضغط المدرب على الزر حتى تحولت المشاية إلى مركبة فضائية!
“يا نهار أسود… دي بتجري لوحدها!”
صرخ سي السيد محاولًا النجاة، بينما كانت قدماه تتحركان بسرعة تفوق قدراته البدنية! أما المدرب، فكان يضحك ببرود ويقول:
“شد بطنك، إحنا لسه بنسخّن!”
“إحنا بنسخّن ولا بندخل سباق هروب من الديناصورات؟!”
قرر المدرب أن يُدخله عالم الأوزان، فسلمه دمبل وزنه بالكاد 5 كيلو، لكن عند أول محاولة رفع، شعر سي السيد أن الأرض تدور به، وكأن الزمن توقف للحظة، ثم قال بصوت مبحوح:
“ده حديد ولا طوبة بناء؟!”
أما المدرب، فصفق له قائلاً:
“يلا يا وحش، كمان 15 عدة!”
“15؟! أنا مش ضامن أعيش بعد العدّة الأولى!”
بعد ساعة من العذاب، خرج سي السيد من الجيم وكأنه ناجٍ من معركة ملحمية، يجر قدميه جراً، وعاد إلى المنزل حيث استقبلته أمينة بابتسامة عريضة:
“هاه… حاسس إنك أخف؟”
فردّ وهو ينهار على الأريكة:
“حاسس إن روحي طلعت.. ومعاها نص عمري!”
ثم التقط كوب الشاي وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يعلن القرار المصيري:
“أمينة، لو شوفتيني رايح الجيم تاني… اعرفي إن حد بيهددني!”
وهكذا انتهت مغامرته الرياضية رسميًا، وعاد إلى حياته الطبيعية… كوب شاي، وطبق كحك، وجلسة استرخاء بعيدة كل البعد عن أي شيء يُدعى “تمرين”!