الأدب

ولاد.. أولاد حارتنا جــــ4ــ

بقلم / علي شعــــلان .

كل ھذا التخبط الذھني وصراع التساؤلات یدور في عقلي وأنا أتبرك على قدماي قابعاً على الأرض عند رأس أمي الراقدة على السریر ناظراً إلیھا ودموعھا ذارفة قائلة : (( یا… منـــ ..منصور… یا ولدى..یااا ری يا راح ..روح ياااا…روحي أنت ، یا عنقود عظمى اللامي إن إختنقت أنت..أموت أنا )) .

وكلام ینم عن النحنحة من ھذا القبیل . وأنا استمع بحذر أرد بفظاظة : (( ماذا تریدى أن تقولى یا حجة ..عایزة إیه ؟)).

-عاودت : ((ستفھم ، حینما أموت أني حاولت المُحافظة علیكم یشھد الله وأبیكم على ذلك . قسوتى علیكم حتى تخشوْشنوا فإن طیب العیش معی مستحیل. حتماً ، ستفھم أن جیراننا لا یحبونكم ولن یحبونكم أبداً حتي يتحبب ويتسلل الكفر إلي السبع سموات والأراضين )).

أقول في نفسي…مُتأفإفاً : (( لا یحبونك أنتى فقط )).

ثم أكملت الجثة المتكلمة : (( وإن إمتعضت یا منصور عن حدیثى..إذن أبصر!..لن یحبونى أبداً ولن یحبوا من ھم من نسلي، القضاء علىّ واجب ، ولحاقكم بي إلى السماء أو إلى حارة أخرى ملعوب ، والسطو على ممتلكات أسرتك مرغوب ، ودفن ذكریاتنا مأمول ، و زج شھداء الزور مفعول أمام شجارٍ.. ذو عتاد زادھم وسلاحھم.. محسوم)).

خذ وصیتى لك و ابلغ إخواتك بوصیتي لهم _وصايا قاحلة من ذھب المعز،سیف قطز،مال قارون، و مُلك سلیمان _ ابلغھم انى “استودعت فیھم الرب” .

وإحتضنتني حتى أحسست أنى ملاك ذو جناحات عملاقة ، أحجب بھما ضوء الشرور عن كوكبنا ھذا ، واحتضنه أنا لوحدى ، وأفیض علیه نوراً من الرحمة والإنسانیة على أشباه بشریة تقود الحارات والعباد !.

أشباه بشریة أو آدمیون على ھیئة أحجار متحركة جافة ، وجفافھا وصل إلى نضوب الماء فیھا الذي ھو أھم وأكبر عنصر یتكون منه الآدمییون ھؤلاء !.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى