كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
حمى التيفوئيد (المعروفة أيضًا باسم التيفود) هي عدوى بكتيرية خطيرة تصيب الجهاز الهضمي ومجرى الدم، وتسببها بكتيريا السالمونيلا التيفية. تنتشر هذه البكتيريا غالبًا عن طريق الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب.
الأسباب الرئيسية لانتشار حمى التيفوئيد
تلوث المياه والطعام: شرب المياه الملوثة أو تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا.
سوء النظافة الشخصية: عدم غسل اليدين جيدًا بالصابون والماء بعد استخدام المرحاض أو قبل تحضير الطعام وتناوله.
حاملو المرض: بعض الأشخاص الذين يتعافون من حمى التيفوئيد قد يصبحون حاملين للبكتيريا وينشرونها للآخرين دون ظهور أعراض عليهم.
ظروف الصرف الصحي السيئة: البيئات التي تفتقر إلى أنظمة صرف صحي جيدة تزيد من خطر انتشار العدوى.
الأعراض
تتطور الأعراض عادةً بعد 6-30 يومًا من التعرض للبكتيريا، وتزداد شدتها تدريجيًا على مدار عدة أيام. تشمل الأعراض الشائعة:
ارتفاع درجة الحرارة: تبدأ الحمى تدريجيًا وتصل إلى مستويات عالية جدًا (39-40 درجة مئوية).
التعب والضعف العام: شعور بالإرهاق الشديد.
الصداع: صداع مستمر وشديد.
آلام في البطن: قد تكون مصحوبة بإمساك في البداية، ثم قد يتحول إلى إسهال.
فقدان الشهية: عدم الرغبة في تناول الطعام.
السعال الجاف: قد يصاحب الأعراض الأخرى.
طفح جلدي: قد تظهر بقع وردية اللون (تسمى “بقع الورد”) على الصدر والبطن في بعض الحالات، ولكنها لا تظهر على جميع المرضى.
الارتباك والهذيان: في الحالات المتقدمة وغير المعالجة.
التشخيص
يتم تشخيص حمى التيفوئيد عادةً عن طريق:
زراعة الدم أو البراز أو البول أو نخاع العظم: للكشف عن وجود بكتيريا السالمونيلا التيفية.
اختبارات أخرى: قد تشمل فحص عدد خلايا الدم البيضاء أو اختبارات مصلية مثل اختبار “فيدال” (Widal test) ولكنها قد لا تكون دقيقة في المراحل المبكرة.
العلاج
يعتمد علاج حمى التيفوئيد بشكل أساسي على المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب. من المهم إكمال دورة العلاج كاملة حتى لو تحسنت الأعراض، وذلك لتجنب الانتكاس أو أن يصبح المريض حاملاً للبكتيريا.
من المضادات الحيوية الشائعة المستخدمة:
الفلوروكينولونات (مثل سيبروفلوكساسين).
السيفالوسبورينات (مثل سيفترياكسون).
الماكروليدات (مثل أزيثروميسين).
في بعض الحالات الشديدة، أو في حالة وجود مضاعفات مثل ثقب الأمعاء أو النزيف الداخلي، قد يتطلب الأمر دخول المستشفى ورعاية طبية مكثفة أو حتى التدخل الجراحي.
الوقاية
الوقاية هي أفضل طريقة لمكافحة حمى التيفوئيد. وتشمل الإجراءات الوقائية:
التطعيم: يوجد لقاح للتيفوئيد يُنصح به للأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق موبوءة بالمرض أو المعرضين لخطر الإصابة.
النظافة الشخصية الجيدة: غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
سلامة الغذاء والماء
شرب المياه المعبأة أو المغليّة أو المفلترة جيدًا.
تجنب الثلج المصنوع من مصادر غير معروفة.
تناول الطعام المطبوخ جيدًا والساخن.
تجنب تناول الفواكه والخضروات النيئة إلا بعد غسلها وتقشيرها جيدًا.
تجنب الأطعمة من الباعة المتجولين غير الموثوق بهم.
التخلص الصحي من الفضلات: التأكد من التخلص من مياه الصرف الصحي والنفايات بطريقة آمنة وصحية.
توعية حاملي المرض: يجب على حاملي المرض اتباع إرشادات صارمة للنظافة لتجنب نقل العدوى للآخرين.
إذا كنت تشك في إصابتك أو إصابة أحد أفراد أسرتك بحمى التيفوئيد، فمن الضروري زيارة الطبيب فورًا للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
علاجات تكميلية طبيعية (لا تغني عن استشارة الطبيب)
بعض هذه العلاجات الطبيعية قد تساعد في تخفيف الأعراض أو دعم الجسم، ولكن يجب التأكيد على أنها ليست بديلاً عن المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب.
الثوم: يمكن غلي 3 فصوص من الثوم في كأس من الحليب لمدة 5 دقائق، ثم يشرب كأس محلى بالعسل قبل النوم.
زيت الزيتون والثوم: تسخين 10 فصوص من الثوم في زيت الزيتون، ثم يُصفى الزيت ويُدهن به الأطراف والعمود الفقري.
الكرفس: يمكن إضافة الكرفس إلى الطعام لما له من فوائد محتملة في علاج حمى التيفوئيد.
البرتقال: تُغلى قشور البرتقال في الماء لمدة 10 دقائق، ثم يُصفى ويُشرب فنجان 3 مرات يوميًا.
البابونج: يمكن شرب كوب من مغلي البابونج مرتين في اليوم.
الكافور: تغلى حفنة من أوراق الكافور في الماء لمدة 10 دقائق، ثم تُصفى ويُشرب فنجان صباحًا ومساءً.
بذور الكتان: يمكن تناول ملعقة كبيرة من مطحون بذور الكتان مع شرب كأس من الماء بين الوجبات.
تذكير هام: حمى التيفوئيد مرض خطير يتطلب تشخيصًا وعلاجًا طبيًا فوريًا بالمضادات الحيوية المناسبة. لا تعتمد فقط على العلاجات الطبيعية المذكورة، بل استشر الطبيب المختص للحصول على العلاج الصحيح والخطة العلاجية المناسبة لحالتك.
