ديني

هل تسقط صلاة الجمعة عمن صلى العيد؟

 

د/ حمدان محمد

يُعد هذا السؤال من المسائل التي تتكرر في كل عام عندما يوافق عيد الفطر أو الأضحى يوم الجمعة ويبدأ الناس يتساءلون هل تسقط صلاة الجمعة عمن صلى العيد؟

والجواب أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة على قولين…

فالحنابلة قالوا إن من صلى العيد سقطت عنه الجمعة ويُصليها ظهرًا إن شاء واستدلوا بحديث النبي ﷺ “قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون”

أما الجمهور من المالكية والشافعية والحنفية فقالوا لا تسقط الجمعة بحال وهي واجبة على من وجبت عليه سواء صلى العيد أم لا واستدلوا بعموم قوله تعالى

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ}

والراجح أن الخلاف في هذه المسألة خلاف سائغ ومن أخذ برأي الحنابلة تدينًا واتباعًا للدليل فلا يُنكر عليه لكن الأحوط والأكمل أن يصلي المسلم الجمعة خروجًا من الخلاف وحرصًا على الفضل وفي هذا المقام لا بد أن نذكّر بأن الصلاة عماد الدين وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة وقد قال ﷺ “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” أما صلاة الجمعة فهي شعيرة عظيمة وعبادة جليلة قال عنها النبي ﷺ

“من ترك ثلاث جمع تهاونًا طبع الله على قلبه”

وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ}

فمن أحب الله أحب لقاءه ومن أحب لقاء الله أحب الوقوف بين يديه ولا يفرّ من الصلاة ولا يتمنى سقوطها بل يشتاق لها ويحرص عليها

فالمسلم الحق لا يلتمس الأعذار للتفريط في الصلاة ولا يبحث عن الرخص للتخلي عن الجمعة بل يجعلها موعدًا أسبوعيًا للتوبة والذكر والسكينة ويرجو بها رضوان الله

نسأل الله أن يجعلنا من المحافظين على الصلاة الخاشعين في أدائها المكثرين من الجمع والطاعات وأن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى