كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يعد عيد الأضحى مناسبة عظيمة للمسلمين حول العالم، حيث يكثر فيه ذبح الأضاحي وتناول اللحوم كجزء أساسي من الاحتفالات. وبينما تُعتبر اللحوم مصدرًا غنيًا بالبروتين والعناصر الغذائية الأساسية، فإن الإفراط في تناولها، خاصة خلال فترة قصيرة مثل أيام العيد، يمكن أن يترتب عليه العديد من الأضرار الصحية التي قد تؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية، بل وعلى الصحة العامة على المدى الطويل.
أولاً: على الجهاز الهضمي
إن الكميات الكبيرة من اللحوم، لا سيما الحمراء منها، يصعب على الجهاز الهضمي التعامل معها بكفاءة. فمع زيادة استهلاك اللحوم، يزداد العبء على المعدة والأمعاء، مما قد يؤدي إلى:
عسر الهضم والانتفاخ: تحتاج اللحوم وقتًا أطول للهضم مقارنة بالأطعمة الأخرى، والإفراط فيها يسبب شعورًا بالثقل، والانتفاخ، وعسر الهضم، وقد يصل الأمر إلى الغثيان والقيء.
الإمساك: اللحوم تفتقر إلى الألياف الغذائية، الضرورية لحركة الأمعاء المنتظمة. لذا، فإن الإفراط في تناولها وقلة استهلاك الخضروات والفواكه يؤدي إلى الإمساك الشديد.
التهاب القولون: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القولون، يؤدي تناول كميات كبيرة من اللحوم إلى تفاقم الأعراض، مثل الألم والتقلصات والإسهال أو الإمساك المتناوب.
حرقة المعدة والارتجاع المريئي: الدهون المشبعة الموجودة بكثرة في اللحوم قد تسبب ارتخاء في صمام المريء، مما يسمح للأحماض المعوية بالارتداد إلى المريء، مسببة حرقة المعدة.
ثانياً: على صحة القلب والأوعية الدموية
اللحوم الحمراء، وخاصة الأجزاء الدهنية منها، تحتوى على نسبة عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول. الإفراط في تناول هذه الدهون يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة القلب بعدة طرق:
ارتفاع الكوليسترول الضار: الدهون المشبعة تزيد من مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
ارتفاع ضغط الدم: الإفراط في تناول اللحوم، خاصة المملحة أو المعالجة، يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية.
زيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية: تراكم الكوليسترول والدهون في الشرايين يؤدي إلى تضيقها وتصلبها، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية والنوبات القلبية.
ثالثاً: مخاطر أخرى
زيادة الوزن والسمنة: اللحوم غنية بالسعرات الحرارية، والإفراط في تناولها دون حرق كافٍ للطاقة يؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم.
زيادة خطر الإصابة بالنقرس: اللحوم، وخاصة بعض أنواعها مثل الكبد والكلى، غنية بالبيورينات، التي تتحلل في الجسم إلى حمض اليوريك. ارتفاع مستويات حمض اليوريك يؤدي إلى نوبات النقرس المؤلمة.
مشاكل الكلى: البروتين الزائد الناتج عن الإفراط في تناول اللحوم يزيد من العبء على الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية سابقة.
مخاطر التسمم الغذائي: في ظل أجواء العيد وارتفاع درجات الحرارة، قد يؤدي سوء تخزين اللحوم أو عدم طهيها جيداً إلى نمو البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي.
نصائح لتناول اللحوم بشكل صحي خلال عيد الأضحى:
للاستمتاع ببركة العيد دون تعريض الصحة للخطر، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
الاعتدال في الكمية: لا تفرط في تناول اللحوم. اجعلها جزءًا من وجبة متوازنة، وليس الوجبة بأكملها.
اختيار القطع الخالية من الدهون: قدر الإمكان، اختر قطع اللحم التي تحتوى على كمية أقل من الدهون المرئية.
التنويع: لا تعتمد فقط على اللحوم. أضف الخضروات الورقية والسلطات إلى وجباتك لزيادة الألياف والفيتامينات.
الطهي الصحي: استخدم طرق طهي صحية مثل الشواء أو السلق أو الخبز بدلاً من القلي.
المضغ الجيد: امضغ الطعام ببطء وجيدًا لتسهيل عملية الهضم.
شرب الماء بكميات كافية: يساعد الماء على عملية الهضم ويمنع الإمساك.
الحد من المشروبات الغازية والعصائر المحلاة: هذه المشروبات تزيد من السعرات الحرارية وتفاقم مشاكل الهضم.
النشاط البدني: حافظ على نشاطك البدني ولو بالمشي الخفيف بعد الوجبات للمساعدة في حرق السعرات الحرارية.
التخزين الآمن للحوم: تأكد من تخزين اللحوم بطريقة صحيحة وفي درجة حرارة مناسبة لتجنب التلوث البكتيري.
