كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
الصباح مصدر للتفاؤل، وله القدرة على إنجاح يومك أو إفساده. مع ذلك، من المهم اختيار الطريقة الصحيحة لبدء الصباح، فعادة أو تصرف خاطئ واحد قد يؤثر سلبًا على إنتاجية اليوم وصحتك النفسية.
قد يبدو استخدام الهاتف في الصباح الباكر، وتفويت وجبة الإفطار، وعدم التعبير عن الامتنان أمورًا تافهة، لكنها قد تلحق ضررًا بالغًا على المدى البعيد. هذه العادات التي تبدو غير ضارة لا تؤثر على صحتك الجسدية فحسب، بل قد تُسبب أيضًا القلق، وانخفاضًا في تقدير الذات، وتُستنزف طاقتك العاطفية.
وللاستفادة القصوى من صباحك، إليك خمس عادات يجب عليك تجنب إدراجها في روتينك اليومي من أجل صحة عقلية وجسدية أفضل.
استخدام الهاتف أول شيء في الصباح
أصبح الأمر طبيعيًا، فمعظمنا يتفقد هواتفنا بمجرد فتح أعيننا. ومع ذلك، فإن هذه المهمة التي تبدو مهمة تنقل أعيننا من مرحلة الراحة المباشرة إلى مرحلة مرهقة. فالضوء الإضافي، وتأثير الأخبار العاجلة في الصباح، يمكن أن يزيد من…مشاعر الضيق.
لماذا هو سيء؟
تستيقظ وتستجيب لما هو خارجك بدلًا من الإنصات لأفكارك ومشاعرك. هذا سيجعلك مشتتًا، أو حتى محبطًا.
الإجراء البديل:
في أول 30 إلى 60 دقيقة من يومك، ضع هاتفك في وضع “عدم الإزعاج”. استغل هذه الفترة لممارسة التأمل، والتمدد، وتدوين اليوميات، أو حتى شرب قهوتك في صمت. هذه الممارسات تمكنك من الشعور بالهدوء وتمنحك حالة ذهنية أكثر تركيزًا.
تخطي وجبة الإفطار أو تناول شيء غير صحي
إن تخطي وجبة الإفطار أو تناول أطعمة غنية بالسكريات كوجبة إفطار لا يضر جسمك فحسب، بل يؤثر سلبًا أيضًا على مزاجك وقدرتك على التفكير بوضوح. قد يؤدي اتباع نظام غذائي صباحي غير صحي إلى انخفاض سكر الدم، مما يؤثر على مستوى الطاقة والتركيز والتحكم في المزاج.
لماذا هو سيء؟
يحتاج دماغك إلى غذاء مغذٍّ. فبدون العناصر الغذائية الأساسية كالدهون الصحية والبروتينات، يصعب السيطرة على التوتر، وقد يؤدي إلى الانفعال والتعب.القضايا العاطفية.
الإجراء البديل:
ابدأ بوجبة فطور متوازنة غنية بالبروتين والألياف والدهون الصحية. أطعمة مثل البيض والخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة، ودقيق الشوفان والفواكه والمكسرات، أو عصير السبانخ والموز والبروتين. الدماغ يشعر بالسعادة عندما يتناول طعامًا جيدًا.
عدم وجود روتين ثابت
الاستيقاظ متأخرًا، بعد مشاهدة مسلسلات طويلة في وقت متأخر من الليل، قد يؤدي إلى صباحات عصيبة. هذا التناقض قد يؤدي إلى تخطي وجبة الإفطار. علاوة على ذلك، فإن هذه العادة، إذا استمرت لفترة طويلة، قد تحفز إنتاج الكورتيزول (هرمون التوتر) والبقاء في حالة ذهنية تفاعلية طوال اليوم. بمجرد أن تبدأ يومك بمحاولة تعويض ما فاتك، يصعب عليك الشعور بالهدوء وضبط النفس.
لماذا هو سيء؟
يُسبب الاختلال العاطفي اضطرابًا في البداية. قد تشعر بالانفعال والتشتت والتوتر حتى قبل بدء العمل أو مقابلة شخص ما.
الإجراء البديل:
اضبط المنبه على 20 دقيقة مبكرًا، واترك مسافة بين الاستيقاظ والخروج. ابدأ مبكرًا قليلًا، وابدأ بنشاط هادئ، كالمشي لمسافة قصيرة، أو التنفس بعمق، أو حتى قضاء بعض الوقت في هدوء. هذا يقلل من نشاطك ويشعرك بالسيطرة.
أفكار الحديث الذاتي السلبي
ما تفكر فيه صباحًا ينعكس على مشاعرك. التفكير بأنك متأخر، وأن اليوم سيكون سيئًا، أو أنك تكره عملك، وأنت تفتح عينيك صباحًا، قد يوقعك في دوامة نفسية. غالبًا ما تترك هذه الأفكار دون نقاش، لكن تأثيرها الأكبر هو مزاجك وطاقتك ودافعيتك.
لماذا هو سيء؟
إن الأفكار المستمرة التي تدعو إلى الشك في الذات تؤدي إلى تزايد القلق وانخفاض الثقة بالنفس وحتى التسبب في التفكير الاكتئابي.
الإجراء البديل:
تخلَّ عن التعليقات السلبية واستبدلها بعبارات محايدة أو إيجابية عن نفسك. ذكِّر نفسك بالإنجازات الكبيرة والصغيرة التي حققتها، واكتب ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها كل صباح.
تخطي الحركة أو ضوء الشمس الصباحي
إن قضاء الصباح أمام شاشة هاتفك في ضوء خافت، مع إبقاء جسمك ثابتًا عند سطوع الشمس، قد يؤثر على إيقاعك اليومي ويقلل مستويات السيروتونين. ويؤثر انخفاض السيروتونين على التحكم في مزاجك وأنماط نومك وصحتك النفسية بشكل عام.
لماذا هو سيء؟
إن غياب التمارين الرياضية وأشعة الشمس قد يؤدي إلى الاكتئاب والخمول وحتى أعراض الاضطرابات العاطفية الموسمية، وخاصة في المواسم الباردة.
الإجراء البديل:
ابدأ يومك بخمس أو عشر دقائق من الركض أو التمدد الخفيف، مع نزهة سريعة تحت أشعة الشمس. ضوء الشمس في الصباح يُنظّم ساعتك البيولوجية ويرفع مستوى السيروتونين، مما يُقلّل من التوتر ويُعزّز التركيز.
