كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
تزخر المائدة الليبية بتشكيلة واسعة من الحلويات التقليدية التي تعكس عمق الثقافة والتاريخ الغني للبلاد. هذه الحلويات ليست مجرد أطباق حلوة، بل هي جزء لا يتجزأ من المناسبات الاجتماعية، الأعياد، وحتى الحياة اليومية، حاملةً في طياتها قصصاً عن الكرم، الضيافة، ودفء العائلة.
المقروض: ملك الحلويات الليبية
يعد المقروض بلا منازع ملك الحلويات الليبية، وهو نجم الموائد في الأعياد والمناسبات الخاصة. يتميز المقروض بكونه عجينة من السميد محشوة بمعجون التمر (الغرس) المنكه بالقرفة أو القرنفل، ثم يقطع ويزخرف بطريقة فنية باستخدام منقاش خاص. بعد الخبز، يسقى المقروض بالقطر (الشيرة) أو العسل، مما يمنحه قواماً طرياً من الداخل ومقرمشاً من الخارج، ومذاقاً يجمع بين حلاوة التمر وعبق السميد.
الغريبة: ذوبان في الفم
الغريبة هي حلوى بسيطة في مكوناتها، لكنها غنية بمذاقها وقوامها الذي يذوب في الفم. تصنع الغريبة أساساً من الدقيق والسمن والسكر البودرة، وتشكل على هيئة أقراص صغيرة أو أشكال أخرى بسيطة، وتخبز على نار هادئة. غالباً ما تُزين بحبة لوز أو فستق في المنتصف. تتميز الغريبة بمذاقها الهش والدسم، وتقدم عادةً مع الشاي أو القهوة، وهي حلوى لا غنى عنها في كل بيت ليبي.
البقلاوة الليبية: أناقة وجمال
على الرغم من انتشار البقلاوة في العديد من الثقافات، إلا أن للبقلاوة الليبية نكهتها وطابعها الخاص. تصنع البقلاوة من طبقات رقيقة جداً من عجين الفيلو، تحشى بالمكسرات المفرومة (غالباً اللوز أو الفستق) وتُسقى بالقطر. تتميز البقلاوة الليبية بأشكالها الهندسية المتنوعة وزخرفاتها الأنيقة، وهي تعكس الدقة والمهارة في التحضير. تعد البقلاوة رمزاً للأناقة والاحتفال، وتقدم في المناسبات الكبيرة والأعراس.
كعك التمر: رمز الفرح
كعك التمر أو “كعك العيد” هو رفيق الأعياد بامتياز. هو عبارة عن كعك هش ومقرمش محشو بمعجون التمر، ويشكل بأشكال متنوعة ومبهجة. يتميز كعك التمر بمذاقه الحلو الغني ورائحته الزكية التي تملأ البيوت الليبية قبيل الأعياد. غالباً ما يضاف إليه الشمر أو اليانسون لإضفاء نكهة مميزة، ويقدم مع الشاي أو القهوة في أجواء الفرح والاجتماعات العائلية.
الدبلة: مقرمشة ومعسلة
الدبلة هي حلوى ليبية فريدة من نوعها، تتميز بشكلها الحلزوني أو الدائري الملتف الذي يشبه الدبلة (الخاتم). تصنع من عجينة خفيفة تُقلى في الزيت ثم تُسقى بالقطر. الدبلة مقرمشة من الخارج ومعسلة من الداخل، وتعد خياراً مثالياً لمن يحبون الحلويات الخفيفة والمقرمشة. غالباً ما تزين بالسمسم أو المكسرات المفرومة.
كعك المالح: توازن المذاقات
على الرغم من اسمه، فإن “كعك المالح” ليس مالحة تماماً، بل هو حلوى تجمع بين المذاق المالح قليلاً والحلو. تصنع من عجينة هشة تضاف إليها بعض التوابل مثل الكمون الأسود (السانوج) أو حبة البركة، وقد تحشى بالتمر أو الجبن أو تقدم سادة. يُعتبر كعك المالح خياراً ممتازاً لتناوله مع الشاي أو القهوة، وهو يعكس التنوع في الأذواق الليبية.
