الأربعاء 2 ربيع الثاني 1447 | 24 - سبتمبر - 2025 - 3:00 ص
الرئيسيةتقاريراعتراف فرنسا بفلسطين يثير جدلاً حول رفع العلم الفلسطيني في البلديات

اعتراف فرنسا بفلسطين يثير جدلاً حول رفع العلم الفلسطيني في البلديات

د. إيمان بشير ابوكبدة

أثار قرار بعض البلديات الفرنسية برفع العلم الفلسطيني جدلاً واسعًا في فرنسا، وذلك تزامنًا مع اعتزام باريس الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. وبينما يرى مؤيدو هذه الخطوة أنها تعبير رمزي عن التضامن، يواجهون معارضة قوية من الحكومة وبعض الأطياف السياسية التي تعتبرها انتهاكًا لمبدأ الحياد.

انقسام سياسي وقضائي

أعلن الأمين الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، أن “يرفرف” العلم الفلسطيني على كل البلديات، مطالبًا الرئيس إيمانويل ماكرون بالموافقة على هذه المبادرة. في المقابل، أصدر وزير الداخلية المستقيل برونو روتايو توجيهات للبلديات بعدم رفع العلم، معتبرًا ذلك انتهاكًا لمبدأ “حياد الخدمة العامة”. كما لجأت السلطات القضائية إلى إصدار أحكام أولية ضد هذه الخطوة، لكن بعض البلديات، مثل مالاكوف، تجاهلت هذه الأوامر.

تباين المواقف بين البلديات

يختلف رؤساء البلديات في موقفهم من هذه القضية، فبينما قررت بعض البلديات في منطقة باريس رفع العلم الفلسطيني، اتخذ آخرون مواقف مختلفة. ففي سانت أوين، قرر رئيس البلدية رفع العلمين الفلسطيني والإسرائيلي معًا، بينما رفض رئيس بلدية كريتيل رفع العلم الفلسطيني، مؤكدًا أن مسؤوليته تكمن في الحفاظ على “التماسك الاجتماعي”. وفي مرسيليا، تعهد رئيس البلدية باتخاذ “إجراء قوي” دون الإفصاح عنه، لكنه أكد أنه لن يتضمن رفع العلم الفلسطيني.

أدان مسؤولون من حزبي “الجمهوريين” و”التجمع الوطني” هذه الخطوة، واصفين إياها بـ**”المناورة السياسية”. وفي المقابل، أعلن رينو موزولييه من حزب “النهضة” الحاكم أنه سيرفع حوالي 20 علمًا فرنسيًا، ردًا على ما اعتبره “حسابات سياسية”.

يظهر هذا الجدل أن الاعتراف بدولة فلسطين، رغم كونه خطوة رمزية، لا يزال يثير انقسامًا عميقًا داخل المجتمع والطبقة السياسية في فرنسا، حتى في الأوساط اليسارية التي لطالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا