“بين الميدان والدبلوماسية.. الفصائل الفلسطينية تفرض حضورها وتكسب أوراق تفاوض”

كتب / عادل النمر
وسط مشهد سياسي وأمني بالغ التعقيد، تواصل الفصائل الفلسطينية إثبات حضورها في ميادين المواجهة والسياسة على حد سواء، مدعومة بصمود شعبي ودعم إقليمي متنامٍ. فعلى الأرض، لا تزال الفصائل قادرة على التصدي للآلة العسكرية الإسرائيلية، رغم شدة الضربات، في حين تمضي على المسار السياسي بخطى محسوبة نحو تعزيز موقعها في المعادلة الإقليمية والدولية.
وفي تطور يحمل دلالات إنسانية وسياسية في آن، أُعلن مؤخرًا عن إفراج حركة حماس عن المواطن الأمريكي عيدان ألكسندر، في خطوة وُصفت بأنها تعكس استعدادًا للتجاوب مع جهود الوساطة، خصوصًا من قبل مصر وقطر. وقد رُحب بهذه الخطوة في الأوساط الأمريكية، حيث اعتبرها مراقبون بادرة حسن نية قد تمهد لمزيد من التفاهمات.
ويرى محللون أن هذا الإفراج لا يأتي بمعزل عن السياق السياسي العام، بل يمثل ورقة ضغط استخدمتها الفصائل ضمن أدواتها التفاوضية، في ظل الحراك الدولي المتسارع لوقف إطلاق النار وتحقيق انفراجة إنسانية في غزة.
من جهة أخرى، فإن الفصائل الفلسطينية، رغم الضغوط الميدانية، تستثمر في زخمها الشعبي ومكانتها السياسية، ساعية إلى فرض رؤيتها في أي تسوية مستقبلية، مع التأكيد على ضرورة إنهاء الحصار وتحقيق الحد الأدنى من الحقوق الوطنية.
وبين الصمود في الميدان والقدرة على المناورة السياسية، تبدو الفصائل الفلسطينية اليوم أمام اختبار حقيقي لتوحيد الجهود الداخلية وتثمير الإنجازات الميدانية في مسار دبلوماسي يخدم القضية الفلسطينية ويخفف من معاناة شعبها.